![]() |
سجينٌ
وليس يرى في الوجوهِ سوى مشنقةْ بئيساً وحدّقَ في الغيبِ حتى رأى جثّةً .. وحدّثَ عنها ، وما ثمّ من صدّقهْ يقولُ : أموتُ .. أراني أفيضوا عليّ الكلامَ .. وهاتوا النشيدَ .. يقولونَ : جئنا أريناكَ ماء البقاءِ ، وقلبُك -يا غافلاً- أنفقَهْ فلذْ بالبقاءِ القليلِ .. اعتزلنا أقولُ : أفيضوا عليّ الكلامَ وهاتوا ...... يولّونَ : "ما أحمقَهْ" !! |
إلى نعيمك البعيد اسحبيني من جحيم لحظاتي ..
أنا الذي صمتَ ولا يفقه كلمات الجنة . |
ككلِّ
الليالي القديمةِ لستُ على ما يُرامْ يقولُ ليَ الحظُّ هذا نصيبُكَ : ألفُ احتراقٍ فهيء لنفسكِ في البؤسِ وجهاً وفي الرفضِ حزناً وحين الليالي الطويلة : نامْ تخلّى قليلاً عن الحلمِ أطفئ بروحكَ لونَ الحياةِ ، تنحّى عن الحبّ ، واهجرْ عليكَ - إذا ما هجرتَ - السلامْ |
في هذه البلاد المقفرة ،
البلاد التي يختبئ الحب فيها في الأقبية وخلف النوافذ وفي مقاهي المولات ؛ أحبك . كل شيء ليس جيداً ، وكل شيء يحتمل حقيقتين وثلاث وعشر ، إلا وجهك ؛ يأتي أحادياً بأُلفته المفاجئة ، يعبئ المسافات بتفاصيله المفرودة في قلبي أبداً .. إلا جسدك ؛ بمونولوجات منحياته ، إلا رسائلك ؛ برائحتها الزرقاء الدافئة .. في هذه البلاد المنغلقة ؛ قصائدي مفتوحة بمصراعيها لعينيك .. ولا كبرياء بيننا ، بيننا الأيام ، والعاطفة وبيننا عادةُ حبٍّ ليس لعمرها وفاة ولا في خباياها أضرحة . |
لا أستطيع أن أحيا حياةً آمنة ،
كل الأشياء مثلما لو كان تحتها فخٌ ما ، وكل خطوة مثلما لو أن هاويةً ما تشاركها .. مربكٌ أن أظل يوماً واحداً عادياً قلقٌ يسيّح الاحتمالات ، وخيطٌ غليظٌ من الضباب يحجبُ عمري عن غيبه ، لكأنما أمد يدي فألمس حياتي على هيئة جدارٍ خاوٍ ، فارغٌ من أيامٍ رحيمة وبيضاء .. مثقلٌ بي ، بجراحي ؛ بهجسي الذاهب ، بأسئلتي المجهدة ، بسكوني المتآكل ، بقصائد حزينة .. صامتٌ .. وراكنٌ إلى لاشيء ملقى في متاهةٍ عصية ومثل كهلٍ يائس ، واقفٍ على حافة العمر ؛ وأحدّق في خيبتي ! |
ألتقيكِ ،
في مقهىً يعج بالعشاق والأغنيات الراقصة في عمق ميونخ ، مقهى بعيدٌ عن التساؤلات والاحتمالات ، ألتقي بكِ في كأس بيرة ، وفي نرجيلةٍ مشدوهة وتحمل التوت والأحلام في أحشائها ، أبصركِ جيداً في قبلة عاشقيَن أمامي ، في إضاءةٍ وردية خافتة ؛ أراكِ في ذهاب النادلين وإتيانهم ، أتصورك أمامي في الدخاخين المعطرة ، في دبكة ثلاثة أصدقاء لا يفكرون بالنهاية .. ألتقيكِ في عزلتي وسط الازدحام الاحمر هذا ، وأبتسم ، ابتسامة الأكثر حظاً في هذا العالم . |
في بعث الكلمات ،
حين أغرف من روحي نصاً أو اثنين ، وحين أجدني محاصراً في لحظةِ كتابةٍ مباغتة ؛ في تلك اللحظة المؤقتة ، تقفين أمامي وحياً مشعاً ، واقفةً باتساع الفرحة في مدى بلاغتي وفصاحتي ، حارسةً كلماتي من موتها ، في تلك اللحظة ؛ لحظةُ زهوّي وجنوني واقتداري ؛ تتنزلينَ فوق صفحاتي ناصعةً مثل صدفة واثقةً مثل لحن فتكونين قصيدتي . |
جارفةٌ ألوان الأعياد ، ومواقيت الأفراح مزدحمة ،
فإلامَ تؤول كل هذه الابتسامات الغريبة ؛ حين لا يكون في العيد أنتِ !؟ أحبك ، والعيد تسوية للأيام التي غربت دون قصيدة ، تسوية للحظات اليابسة للأوقات التي نسيت فيها كيف أقتحم أنوثتك بنصٍ ما ، تعالي من صمتي ، وورطيني أكثر بك ، وقبل أن ينطفئ العيد ، من كآبتي الشاقة ؛ انبلجي رقصةً وأغنيةً حيرةً وأسئلةً أقداحاً .. وحلوى . إبرا |
الساعة الآن 01:30 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.