البيت الشعري أعلاه إن لم تَخني ذاكرتي فهو منسوب للإمام الشافعي وهناك جدل قائم بسببه و آراء متضاربة حول صحة نسبه له فريق ينفي على الإمام هذا القول وفريق يؤكد عموما العلم لله وحده حتى وإن صدر هذا البيت عن شخص بحجم وعلم ومعرفة ومكانة الشافعي يبقى إنسان و ليس معصوم من الخطأ لأنه في نظري الفطنة والحرص شيء و توقع الأسوء وسوء الظن شيء آخر
يكفينا قوله جلّ علاه (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن اثم )
إنها دعوة ربانية صريحة لحسن تفكيرك بغيرك
وهذا ليسَ معناه فتح الباب بمصراعيه لا لقد وجدت حدود وضوابط تنظم علاقاتنا على اختلافها فالثقة المفرطة هي من يجعلك تتعرض لمغبات ترجع اللوم فيها على حسن الظن إذن هنا لا بد من أن يكون الشخص ذو بصيرة وذكي في تعاملاته مع غيره .. دون الوقوع في إثم الظن السيء ..
تخيل لو اعتمدنا هذا المبدأ في تعاملاتنا سنفقد الثقة تدريجيا في كل ما يحيط بنا ..
تصبح هناك بينك وبين غيرك بل وحتى نفسك هواجس ومخاوف تقودك إلى الكثير من العلل النفسية

النقاش معك حقا يُنعش الروح ويشحذ القلم
تقديري لكَ

جميل جداً بتعقيب بديع
نعم صحيح أنه لم يثبت أنها له, ولكن لايهم, الأهم انها مقولة جديرة بالتأمل,
إذن:
مارأيك بالشك والتشكيك والتحليل الا يدخل هذا الأسلوب للإستنتاج من ضمن سوء ظن من حسن الفطن وهو ما آلت إليه الأبيات , أم نأخذ الأمور على علاتِها تلافياً عن الوقوع في سوء ظن؟

الفيصل :

الشك في حدّ ذاته نوعان
الشك من أجل الشك والشك من أجل اليقين
حتى الشك يجب أن يكون بطريقة عقلانية يعني
يكون لتقويض حقيقة ما بعد معطيات وليسَ لارتياب في شيء يكون منذ الأول محل رفض أو عدم قبول عند الشخص المعني
انا احب الفصل بين المسميات فسوء الظن الدائم بحجة الحرص والحيطة لا مبرر له إذ أنه يقودك لفقدان الثقة في المحيط الخارجي مما يصعب عليك التعامل وتصبح تعيش في حالة ارتياب دائم
أما الشك العقلاني فكما قلت لك يكون مبني على أسس موضوعية من أجل بلوغ اليقين التام عن طريق التنقيب وتمحيص الحقائق لادراكها ..
على الفرد أن يكون ذو نظرة واسعة متعددة الزوايا ..

شكرا لطرحك

دلوعة شمّر شرفتِ هلا بزيارتك الكريمة,

هذا بالضبط ما أردت الوصول إليه الشك من أجل اليقين الذي يكون مبني على معطيات ... يكون بهدف التأكد أو تقويض حقيقة ما .

سُررت بالنقاش هنا


../

نعم نعم
مع الشخص الذي يبحث عن حقيقة؛ يبقى سوء الطن شيءٌ من النباهة إذا كان في حدود المنطق بأسبابه ونعطياته
فكر نيّر حفظك ربي
ممنون لهذا الحوار المُثري,
شكرًا لك