![]() |
قوله تعالى ( لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة 86
يستدل بها بعضهم على التَّرخص ،مع أنها تدل على العزيمة ، فيقال : إن الله تعالى لم يكِّلف نفساً فوق وسعها ، فمعناه : أن كل ما كان في وسعه ، فهو داخل في التكليف . ينظر فتاوى ابن عثيمين |
أموات الأحياء !!
قيل عند ابن مسعود رضي الله عنه : هَلَك مَن لَم يَأمُر بِالْمَعْرُوف ويَنْهَ عن الْمُنْكَر . فقال ابن مسعود : هَلَك مَن لَم يَعْرِف قَلْبه مَعْرُوفًا ، ولَم يُنْكِر قَلبه مُنْكَرا . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَيِّتو الأحياء الذين لا يَعرفون معروفا ، ولا يُنكرون مُنكَرا ! |
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
قَوْلِي صَحِيحٌ يَحْتَمِلُ الْخَطَأَ وَقَوْلَ غَيْرِي خَطَأٌ يَحْتَمِلُ الصَّوَابَ . |
كُلّما تكلّف الإنسان صفّ الدعاء والسجع والإعراب :
كان أدْعَى لِذهاب القلب وانشغاله عن مقصوده . قال شيخ الإسلام ابن تيميّة : قال بعض السلف : إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع ، وهذا كما يُكره تكلُّف السجع في الدعاء ، فإذا وقع بغير تَكلّف فلا بأس به ، فإن أصل الدعاء مِن القَلب ، واللسان تابِع للقَلب ، ومَن جَعل هِمَّته في الدعاء تقويم لسانه أضعف تَوَجَّه قَلْبه ، ولهذا يدعو المضطر بِقَلْبه دُعاء يُفْتَح عليه لا يَحضُره قبل ذلك ، وهذا أمْر يجده كل مؤمن في قَلبه . |
هل تُشرَع البسلمة عند القراءة مِن أثناء السورة ؟
في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : من قرأ القرآن الكريم مِن وَسط السورة ، فإنه يبدأ بالاستعاذة من الشيطان ، ثم يقرأ ولا يُسمِّي ؛ لقوله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) . وأما مَن قَرأ مِن أول السورة فإنه يُسَمِّي بعد الاستعاذة ، إلاَّ في أول سورة التوبة فلا تُشْرَع فيها تَسمية . اهـ . |
يَتّفِق العقلاء على أن خِصال الخير والبِرّ والصِّلَة والرحمة بالْخَلْق : مِن أعظم أسباب النجاة في الدنيا قبل الآخرة ..
وقد اسْتَدَلّت خديجة رضي الله عنها بِجَمِيل خِصال النبي صلى الله عليه وسلم على أن الله لا يُخْزِيه ، فهدّأت رَوعه بِقولها : كلا . أبشِر ، فو الله لا يُخْزِيك الله أبدا ، والله إنك لَتَصِل الرَّحم ، وتَصْدق الحديث ، وتَحمل الكّلّ ، وتَكْسِب المعدوم ، وتُقْري الضيف ، وتُعين على نوائب الحق . رواه البخاري ومسلم . قال النووي : وفي هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة مِن مصارع السوء ... وفيه تأنيس مَن حَصلت له مَخافة مِن أمر ، وتبشيره ، وذِكر أسباب السلامة له . وفيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضي الله عنها ، وجَزَالة رأيها ، وقوة نفسها ، وثبات قلبها ، وعِظم فِقهها . |
لا يَعرِف قَدْر التوبة إلاّ مَن قرأ سورة التوبة ..
(لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) قال ابن القيم رحمه الله بَعْد أن سَاقَ هَذه الآيَة : هذا مِن أعْظَم مَا يُعَرِّف العَبْد قَدْر التَّوبَة وفَضْلها عِنْد الله ، وأنَّها غَاية كَمَال الْمُؤمِن ، فإنه سُبْحَانه أعْطَاهم هَذا الكَمَال بَعْد آخِر الغَزَوَات ، بَعْد أن قَضَوا نَحْبَهم ، وبَذَلُوا نُفُوسَهم وأمْوَالَهم ودِيَارَهم لله ، وكان غَاية أمْرِهم أن تَابَ عَليهم ، ولِهَذا جَعَل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْم تَوْبة " كَعْب " خَيْر يَوْم مَرّ عَليه مُنْذ وَلَدَته أُمُّه إلى ذَلك اليَوم ، ولا يَعْرِف هَذا حَقَّ مَعْرِفَته إلاَّ مَن عَرَف الله ، وعَرَف حُقُوقه عَليه ، وعَرَف مَا يَنْبَغِي لَه مِن عُبودِيته ، وعَرَف نَفْسَه وصِفَاتِها وأفْعَالها ، وأنَّ الذي قَامَ بِه مِن العُبُودية بالنِّسْبة إلى حَقّ رَبِّه عَليه كَقَطْرَةٍ في بَحْر ، هذا إذا سَلِم مِن الآفَات الظَّاهِرَة والبَاطِنة ؛ فَسُبْحَان مَن لا يَسْع عِبَاده غَيْر عَفْوِه ومَغْفِرَته وتَغَمّده لَهم بِمَغْفِرَته ورَحْمَته ، ولَيْس إلاَّ ذَلك أو الْهَلاك . |
الإيمان يجلب المزيد ..
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) |
ستشهد الأرض بِما عُمِل عليها ..
قال الله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) . قال الإمام السمعاني : أي: تُحدِّث بما عُمل عليها مِن خير وشر - يعني الأرض . اهـ . وكَتب عمر بن عبد العزيز : لو كان الله تَارِكًا لابن آدم شيئا لترك له ما عَفَت عليه الرياح مِن أثره ، في قوله : (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ) . |
خير ما عُمّرت به الأوقات وأُمْضِيَت فيه الساعات :
هو ذِكْر الله . قال ابن مسعود رضيَ اللّهُ عنه : إن الله تعالى قَسَم بينكم أخلاقكم ، كما قَسَم بينكم أرزاقكم ، وإن الله تعالى يُعطي المال مَن أحب ومَن لا يُحب ، ولا يُعطي الإيمان إلاّ مَن يُحب ، فمَن ضَنّ بالمال أن يُنفقه ، وخاف العدو أن يُجاهِده ، وهاب الليل أن يُكابِده ، فليكثِر مِن قول : لا إله إلاّ الله ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " ، وقال الألباني : صحيح موقوف في حُكْم المرفوع . ومعنى : ضَنّ : أي بَخِل . |
قال ابن عبد البر رحمه الله :
" الْكَلَام بِالْخَيْرِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَأَعْمَالِ الْبِرِّ أَفْضَلُ مِنَ الصَّمْتِ ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ بِالْحَقِّ كُلُّهُ وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَمَا كَانَ مِثْلَهُ ، وَإِنَّمَا الصَّمْتُ الْمَحْمُودُ الصَّمْتُ عَنِ الْبَاطِلِ . " انتهى من التمهيد (22/ 20) . |
قال ... مولى سعيد بن المسيب :
ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد . طبقات الحنابلة ( 1 / 141 ) قال سفيان بن عيينه : لا تكن مثل عبد السوء ، لا يأتي حتى يدعى ، إئت الصلاة قبل النداء . التبصرة ( 1 / 137 ) |
عندما سمع عامر بن عبدالله المؤذن ، وهو يجود بنفسه ، وبيته قريب من المسجد قال :
خذوا بيدي ، فقيل له : إنك عليل . فقال : اسمع داعي الله فلا أجيبه . فأخذوا بيده فدخل الصلاة المغرب فركع مع الإمام ركعة ثم مات . صفة الصفوة ( 2 / 131 ) |
عندما طُعن الفاروق عمر أُغمى عليه ، وعندما ذكروا له الصلاة انتبه وقال :
الصلاة ها .. الله ، فلا حظُّ في الإسلام لمن ترك الصلاة . تاريخ عمر ( 234 ) الربيع بن خيثم في مرضه قالوا له أنت مريض ولك رخصة فصل في بيتك . قال : إنه كما تقولون ، ولكني سمعته ينادي ( حي على الفلاح ) فمن سمعه منكم ينادي ( حي على الفلاح ) فليجبه ولو زاحفاً ، ولو حبواً . حلية الأولياء ( 2 / 113 ) |
قال عدي بن حاتم :
ما جاء وقت الصلاة إلا وأنا لها بالأشواق ، وما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا لها مستعد . الزهد للإمام أحمد ( 249 ) قال أبو بكر المزني : من مثلك يا ابن آدم ؟ خُلي بينك وبين الماء والمحراب ، متى شئت تطهرت ودخلت على ربك عز وجل ليس بينك وبينه ترجمان ولا حاجب . البداية والنهاية ( 9 / 256 ) |
قال أبو رجاء العطاردي :
ما أنفس عليَّ شيء أخلِّفه بعدي إلا أني كنت أعفر وجهي في كل يوم وليلة خمس مرات لربي عز وجل . حلية الأولياء ( 2 / 306 ) قال عمر بن الخطاب : إذا رأيت الرجل يضيع من الصلاة فهو والله لغيرها أشد تضييعاً . تاريخ عمر ( 204 ) |
كان زيد الأيامي يقول للصبيان :
تعالوا فصلوا أهب لكم الجوز . فكانوا يجيئون ويصلون ثم يحيطون حوله ، فقيل له : ما تصنع بهذا ؟ فقال : وما عليَّ ، أشتري لهم جوزاً بخمس دراهم ويتعودون على الصلاة . حلية الأولياء ( 5 / 31 ) |
التَّرَف يَجمع بين أسوأ أمْرَين : ترك الواجبات ، والإصرار على المنكَرات ..
قال الشيخ السعدي : قوله : (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) أي : مَنَعَهم التَّرَف مِن أداء الواجبات ، وكانوا يُصِرّون على عظائم المنكرات ، فلذلك استَحقّوا هذه العقوبات . |
أحسنوا الظنّ بِربّكم ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه : والذي لا إله غيره , ما أُعطِي عبدٌ مؤمن مِن شيء أفضل من أن يُحسن بالله ظَنّه , والذي لا إله غيره , لا يُحسن عبد مؤمن بالله ظَنّه إلاّ أعطاه ذلك , فإن كل الخير بيده . رواه ابن المبارك في " الزهد " وابن أبي شيبة والبيهقي في " شُعب الإيمان " . |
دعاء الأنبياء : رَبّنا رَبّنا ..
قال الحسن : ما زالوا يقولون : رَبّنا رَبّنا حتى استجاب لهم . وقال جعفر الصادق : مَن حَزَبَه أمْر فقال خَمس مرّات (ربّنا) أنْجَاه لله مما يَخاف وأعطاه ما أراد . قيل : وكيف ذلك ؟ قال : اقرءوا إن شئتم : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) إلى قوله : (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) . (تفسير القرطبي) |
التذلل للعزيز عِزّ ..
قال ابن القيم : والله سبحانه وتعالى يُحب تَذلّل عبيده بين يديه ، وسؤالهم إياه ، وطلبهم حوائجهم منه ، وشكواهم إليه ، وعِياذهم به منه ، وفرارهم منه إليه . |
وتصرّم شهر رمضان ..
خَطَب عَدِيّ بن أَرْطَاة بَعْدَ انْقِضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقال : كَأَنَّ كَبِدًا لَمْ تَظْمَأْ ، وَكَأَنَّ عَيْنًا لَمْ تَسْهَرْ ، فَقَدْ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَأُبْقِيَ الأَجْرُ ، فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَنِ الْمَقْبُولُ مِنَّا فَنُهَنِّئَهُ ، وَمَنِ الْمَرْدُودُ مِنَّا فَنُعَزِّيَهُ ؟ فَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمَقْبُولُ فَهَنِيئًا هَنِيئًا ، وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمَرْدُودُ فَجَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَكَ . قال ابن رجب رحمه الله : رُوي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة مِن شهر رمضان : يا ليت شعري ! مَن هذا المقبول فَنُهَنّيه ، ومَن هذا المحروم فَنُعَزّيه . وعن ابن مسعود أنه كان يقول : مَن هذا المقبول مِنّا فَنُهَنّيه ، ومَن هذا المحروم مِنّا فَنُعَزّيه . أيها المقبول هنيئا لك ، أيها المردود جَبَر الله مصيبتك . ليت شعري مَن فيه يُقْبَل مِنا ... فيُهَنّا ، يا خيبة المردود مَن تَولّى عنه بِغير قَبول ... أرغم الله أنفه بِخِزي شديد |
قوله تعالى ( وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) البقرة 85
هذه الأُمَّة أُمَّة اتِّباع ، فإذا أتاها الله العقل الدّالُّ على صدق رسوله صلى الله عليه وسلم وصحة كتابه ، فإنها لا تعارض أفراد الأدلة بعقولها ، بل هي تسمع لها وتطيع فتاوى ابن باز ( 1 / 104 ) |
سُئل سُفيان بن عُيينه :
أيُسلب العبد العلم بالذنب يُصيبه ؟ قال : ألم تسمع قوله تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ ) المائدة 13 وهو كتاب الله ، وهو أعظم العلم ، وهو حظهم الأكبر الذي صار لهم ، واختصّوا به ، وصار حجَّة عليهم . |
كان يَهمّهم : الإخلاص وقبول العمل ..
قال علي رضي الله عنه : لا تَهْتَمُّوا لِقِلَّةِ الْعَمَلِ وَاهْتَمُّوا لِلْقَبُولِ . ولمّا جاء سائل إلى ابن عمر قال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف السائل قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمتُ أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة وَقَالَ يعقوب المكفوف : الْمُخْلِصُ مَنْ يَكْتُمُ حَسَنَاتِهِ كَمَا يَكْتُمُ سَيِّئَاتِهِ . |
بعض الناس بلغوا في الترف والتبذير :
أن صنعوا مزهريات وورود من العملات الورقية .. بل ظهر بعضهم في مقطع مرئي وهو يرمي الأوراق النقدية للبهائم ! وآخر يرميها في النار .. وهذا من كُفران النعم ، ومن فعل الشياطين وإخوان الشياطين .. (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الشيطان يريد مِن الإنسان الإسراف في أموره كلها . اهـ . |
عنوان السعادة والفَلاح ..
قال ابن القيم رحمه الله : أدَب المرء : عنوان سعادته وفَلاحه ، وقِلّة أدبه : عنوان شقاوته وبَوارِه . فما استُجلِب خير الدنيا والآخرة بِمثل الأدب ، ولا استجلب حِرمَانها بِمثل قِلّة الأدب . فانظر إلى الأدب مع الوالدين : كيف نَجّى صاحبه مِن حَبْس الغار حين أطْبَقَت عليهم الصخرة . والإخلال به مع الأم تأويلا وإقبالا على الصلاة : كيف امْتُحِن صاحبه بِهَدم صَومَعته ، وضَرْب الناس له ، ورَمْيه بِالفاحشة ! وتأمل أحوال كل شَقِيّ ومُغتَرّ ومُدْبِر : كيف تَجد قِلّة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان ؟! |
قال ابن مسعود :
( ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله ) شرح الصدور ص 4 قال القعقاع بن حكيم : ( لقد استعددت للموت منذ ثلاثين سنة ، فلو أتاني ما أحببتُ تأخير شيءٍ عن شيءٍ ) الإحياء ( 4 / 184 ) |
قال الربيع بن بزة :
( عجبت للخلائق كيف ذهلوا عن أمر حقٍّ ، تراه عيونهم ، تشهد عليه معاقد قلوبهم إيماناً وتصديقاً بما جاء به المرسلون ، ثُمَّ ها هم في غفلةٍ عنه سكارى يلعبون ) صفة الصفوة ( 3 / 353 ) قال بعضهم : عجباً لمن يعرف أنَّ الموت حقٌّ ، كيف يفرح ؟ وعجباً لمن يعرف أنَّ النار حق، كيف يضحك ؟ وعجباً لمن رأى تقلُّب الدنيا بأهلها ، كيف يطمئن إليها ؟ وعجباً لمن يعلم أنَّ القدر حقٌّ كيف ينصب ؟ مكاشفة القلوب ص 157 |
وصية يحيى بن معاذ :
( لا تكن مـــــمَّن يفضحه يوم موته ميراثه ، ويوم حشره ميزانُه ) التذكرة للقرطبي ص 102 قال ثابت البناني : ( طوبى لمن ذكر ساعة الموت ، وما أكثر عبدٌ ذكر الموت إلا رؤي ذلك في عمله ) حلية الأولياء ( 2 / 326 ) |
قال عبدالله بن مشيط :
سمعت أبي يقول : أّيُّها المغترُّ بطول صحَّته ، أما رأيت ميتاً قط من غير سقمٍ ؟ أّيُّها المغترُّ بطول المهلة ، أما رأيت مأخوذاً قط غرَّة ؟ أم بالصحة تغترّون ؟ أم بطول الأمل تأمنون ؟ أم على الموت تجترئون ؟ |
قال الحسن:
( ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت ، مع غفلتهم عنه ، وما رأيت صدقاً أشبه بالكذب من قولهم : إنّا نطلب الجنة مع عجزهم وتفريطهم في طلبها ) العاقبة ص 95 |
قال عمار بن ياسر :
( كفى بالموت واعظاً ، وكفى باليقين غنى ، وكفى بالعبادة شُغلاً ) جامع العلوم والحكم ( ص 353 ، والزهد ص 257 ) |
قال الحارث بن إدريس :
قلت لداود الطائي : أوصني . قال : عسكر الموت ينتظرونك . صفة الصفوة ( 3 / 141 ) |
رأيت الخلق يقتدون أهواءهم ويبادرون إلى مرادات أنفسهم ، فتأملت قوله تعالى في سورة النازعات :
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (٤١) ) وتيقنت أن القرآن حق صادق ، فبادرت إلى خلاف نفسي ، وتشمرت بمجاهدتها ، وما متعتها بهواها ، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت . حاتم الأصم ( كتاب أيها الوالد 121 _ 128 ) |
تأملت ثبات الفتية ، وتساءلت عن السبب ؟
فإذا هو الاعتصام بالله ، وأخذ الأسباب المنجية في أمثال قوله تعالى : (لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ) الكهف 14 وقوله تعالى (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ) الكهف 16 متدبر |
الدِّين كله أدب ..
قال ابن القيم : الأدب هو الدِّين كُلّه ؛ فإن سَتر العورة مِن الأدب ، والوضوء وغُسل الجنابة مِن الأدب ، والتطهّر مِن الْخَبث مِن الأدب ، حتى يقف بين يدي الله طاهرا . ولهذا كانوا يَستحبون أن يتجمّل الرجل في صلاته ، للوقوف بين يدي ربه . |
الدِّين كُله خُلُق ..
قال ابن القيم : الدِّين كُله خُلُق ، فمن زاد عليك في الْخُلُق ، زاد عليك في الدِّين . وقال ابن رجب : حُسن الْخُلق قد يُراد به التخَلّق بأخلاق الشريعة ، والتأدّب بآداب الله التي أدّب بها عباده في كتابه ، كما قال تعالى لِرَسوله صلى الله عليه وسلم : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، وقالت عائشة : " كان خُلُقه صلى الله عليه وسلم القرآن " ، يعني أنه يتأدّب بآدابه ، فيفعل أوامِره ، ويتجنّب نواهيه ؛ فَصارَ العمل بالقرآن له خُلُقا كالْجِبِلَّة والطبيعة لا يُفارِقه ، وهذا أحسن الأخلاق وأشرفها وأجملها . وقد قيل : إن الدِّين كُله خُلق . |
قال أبو الدرداء:
صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور. جامع العلوم والحكم 264. عجب أحمد بن حرب –رضي الله عنه- من نوم النائمين وغفلة الغافلين فقال: عجبت لمن يعلمأن الجنة تزين فوقه، والنار تضرم تحته، كيف ينام بينهما؟ الإحياء 4/435. فكان عمر بن ذر إذا نظر إلى الليل قد أقبل قال: جاء الليل، ولليل مهابة، والله أحق أن يهاب . حلية الأولياء 5/111. |
الرضا بالله رَبّا ومالِكا ومُتصرّفا ، والرضا عن الله في أفعاله وفي شَرعه وبأقدَارِه : يُورِث الجنة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا سعيد ، مَن رَضِي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وَجَبَت له الجنة . فَعَجِب لها أبو سعيد ، فقال : أعدها عليّ يا رسول الله . فَفَعَل . رواه مسلم . ✅ قال أبو الدرداء : إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يُرْضَى به . ✅ وقال ابن مسعود : إن الله بِقِسطِه وعَدله جَعل الرَّوح والفَرح في اليقين والرضا ، وجعل الْهمّ والحزن في الشك والسخط ؛ فالراضي لا يتمنى غير ما هو عليه مِن شدة ورَخاء . ✅ قال أبو عبد الله بن خفيف : الرضا قسمان : رضا به ، ورضا عنه ؛ فالرضا به مُدبّرا ، والرضا عنه فيما قضى . وقال أيضا عن الرضا : هو سكون القلب ، إلى أحكام الرب ، وموافقته على ما رضي واختار . (نَقَلَه القرطبي في " الْمُفْهِم ") . ✅ قال أبو زيدٍ القرطبيُّ : لا تجزَعنَّ لِمَكْرُوهٍ تُصَابُ بِهِ *** فَقَدْ يُؤدِيكَ نَحَوَ الصِّحَةِ المرضُ واعْلَمْ بِأنَّكَ عَبْدٌ لا فِكَاكَ لَهُ *** والعَبْدُ لَيْسَ عَلَى مَولاهُ يَعْتَرِضُ |
الساعة الآن 07:23 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.