منتديات أمل عمري

منتديات أمل عمري (http://www.a-3amry.com/vb/index.php)
-   نفحات نبوية / الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (http://www.a-3amry.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   شرح حديث (( لا حسد إلاّ في اثنين )) (http://www.a-3amry.com/vb/showthread.php?t=12157)

قيثارة 01-12-2020 03:21 PM

شرح حديث (( لا حسد إلاّ في اثنين ))
 




شرح حديث (( لا حسد إلاّ في اثنين )) - السعدي




(( لا حسد إلاّ في اثنين ))


عن عبد الله بن مسعود http://www.ansaaar.com/images/smilies/rada1.gif قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلّمها" متفق عليه .

الحسد نوعان:
نوع محرم مذموم على كل حال، وهو أن يتمنى زوال نعمة الله عن العبد -دينية أو دنيوية- وسواء أحب ذلك محبة استقرت في قلبه، ولم يجاهد نفسه عنها، أو سعى مع ذلك في إزالتها وإخفائها: وهذا أقبح؛ فإنه ظلم متكرر.
وهذا النوع هو الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
والنوع الثاني: أن لا يتمنى زوال نعمة الله عن الغير، ولكن يتمنى حصول مثلها له، أو فوقها أو دونها.
وهذا نوعان: محمود وغير محمود.
فالمحمود من ذلك: أن يرى نعمة الله الدينية على عبده، فيتمنى أن يكون له مثلها. فهذا من باب تمني الخير. فإن قارن ذلك سعى وعمل لتحصيل ذلك، فهو نور على نور.

وأعظم من يغبط: من كان عنده مال قد حصل له من حِلَّه، ثم سُلّط ووفق على إنفاقه في الحق، في الحقوق الواجبة والمستحبة؛ فإن هذا من أعظم البرهان على الإيمان، ومن أعظم أنواع الإحسان.
ومن كان عنده علم وحكمة علمه الله إياها، فوفق لبذلها في التعليم والحكم بين الناس. فهذان النوعان من الإحسان لا يعادلهما شيء.

الأول:
ينفع الخلق بماله، ويدفع حاجاتهم، وينفق في المشاريع الخيرية، فتقوم ويتسلسل نفعها، ويعظم وقعها

والثاني: ينفع الناس بعلمه، وينشر بينهم الدين والعلم الذي يهتدي به العباد في جميع أمورهم: من عبادات ومعاملات وغيرها.

ثم بعد هذين الاثنين: تكون الغبطة على الخير، بحسب حاله ودرجاته عند الله. ولهذا أمر الله تعالى بالفرح والاستبشار بحصول هذا الخير، وإنه لا يوفق لذلك إلا أهل الحظوظ العظيمة العالية. قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]. وقال: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:34-35].
وقد يكون من تمنى شيئاً من هذه الخيرات، له مثل أجر الفاعل إذا صدقت نيته، وصمم عن عزيمته أن لو قدر على ذلك العمل، لَعَمِلَ مثله، كما ثبت بذلك الحديث. وخصوصاً إذا شرع وسعى بعض السعي.

وأما الغبطة التي هي غير محمودة، فهي تمني حصول مطالب الدنيا لأجل اللذات، وتناول الشهوات، كما قال الله تعالى حكاية عن قوم قارون: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [القصص:79]. فإن تمني مثل حالة من يعمل السيئات فهو بنيته، ووزرهما سواء.
فهذا التفصيل يتضح الحسد المذموم في كل حال. والحسد الذي هو الغبطة، الذي يحمد في حال، ويذم في حال. والله أعلم.





كذلك من الأدعية الجامعة :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يدعو، فيقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى" رواه مسلم.

هذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها. وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا؛ فإن "الهدى" هو العلم النافع. و"التقى" العمل الصالح، وترك ما نهى الله ورسوله عنه. وبذلك يصلح الدين. فإن الدين علوم نافعة، ومعارف صادقة. فهي الهدى، وقيام بطاعة الله ورسوله: فهو التقى.
و"العفاف والغنى" يتضمن العفاف عن الخلق، وعدم تعليق القلب بهم. والغنى بالله وبرزقه، والقناعة بما فيه، وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية. وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا، والراحة القلبية، وهي الحياة الطيبة.
فمن رزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى، نال السعادتين، وحصل له كل مطلوب. ونجا من كل مرهوب. والله أعلم.


http://www.design-warez.ru/uploads/p...613bddbd22.gif

مقتطف من كتاب:

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
تأليف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي .


http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...927483_331.gif






عبد العزيز البداح 01-12-2020 06:28 PM

جزاك الله خير

الخشف. 01-12-2020 11:06 PM

جوزيتِ خيراً

نجلاء 01-12-2020 11:37 PM

جزاك الله خير

عبدالعزيز الفوزان 01-13-2020 12:02 AM

جزاك الله خير

قيثارة 01-13-2020 12:18 AM

البداح
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

قيثارة 01-13-2020 12:19 AM

الخشف
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

قيثارة 01-13-2020 12:19 AM

نجلاء
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

قيثارة 01-13-2020 12:19 AM

الفوزان
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

غموض 01-13-2020 12:48 AM

جزاك الله خير :81:

قيثارة 01-13-2020 01:18 AM

غموض
أنار الله قلبك وأثقل موازينك :81:

فواز 01-13-2020 01:29 AM

جزاك الله خير

برّاق 01-13-2020 01:41 AM

جزاك الله خير

قيثارة 01-13-2020 02:10 AM

فواز
أنار الله قلبك وأثقل موازينك :81:

قيثارة 01-13-2020 02:10 AM

برّاق
أنار الله قلبك وأثقل موازينك :81:

بندر السبهان 01-13-2020 02:14 AM

جزاك الله خير ونفع بطرحك

قيثارة 01-13-2020 02:15 AM

بندر
أنار الله قلبك وأثقل موازينك :81:

حرف 01-13-2020 02:40 AM

جزاك الله خير

العنوود 01-13-2020 02:41 AM

جزاااك الله خير.

عبدالرحمن 01-13-2020 03:24 AM

جزاك الله خير

أمـل عمري 01-13-2020 11:51 AM

بورك العطاء القيم ...
وبارك الله فيك قيثارة ...

قيثارة 01-13-2020 02:02 PM

سلطانه
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

قيثارة 01-13-2020 02:03 PM

حرف
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

قيثارة 01-13-2020 02:03 PM

عبدالرحمن
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

قيثارة 01-13-2020 02:03 PM

أمل
أنار الله قلبك وأثقل موازينك:81:

نبراس 01-13-2020 05:55 PM

جزاك الله خير

قيثارة 01-13-2020 09:55 PM

نبراس
أنار الله قلبك وأثقل موازينك :81:


الساعة الآن 09:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.