قصتي معها دامت خمس سنين في غرابة بداية وأحداث وإصرار

لإستمرارها ... رغم أننا لم نتقابل يوماً ... وإليكم أحداث قصتي ....

عرفت المنتديات من صديق لي ... فبدأت أكتب بعفويه ... حتى حازت

القصص العفوية على إهتمام القراء بأسلوبه الجديد الذي لم

يعتادوا عليه ... وفي يوم من الأيام لاحظت أن هناك عضوة تعزف

نغمات حروف لم أعتد سماعها ... حروف تعبّر عن توجّع وألم ثم تليها

بحروفٍ مَرِحَه كآخر أنفاسها التي تُسلي بها نفسها ... لاحظت أن هناك

شيئاً يشدّني بقوة للبقاء بجانبها .. فهي فتاة لا يليق بها الحزن وحين تفرح

تملأ المنتدى سعادة غير أن هناك مساحة هشّـــة بين حزنها وتلك السعادة

ولم أنوِ الخوض في معرفة هذا الغموض من حياتها وكيف لهذه المساحة

أن تتسع فتنقل قسوة معاناتها إلى حروفها لقد تعودَت أن تعامل الجميع

بصراحة متناهية وطيبة قلب صادق وظنٌّ حسن ... لا تشك بأحد أو تسيء لأحد

لكنها تشكو إلى الله لكل من يسيء لها وتعفو وتصفح عنه إن إعتذر لها ..

بدأت أراقب حرفها مع رجائي ألا تستخدمه وصفاً للقسوة لكنها لا تبالي

... فأتركها حتى تهدأ ثم أعيد طلبي لها غير أنها يوماً ... أخبرها أحدهم

بأن تتجنبني لسوء أخلاقي وبدأوا يسردون لها قصصاً وهمية عني ...

فهمّشت إهتمامي بها وحين سألتها : هل تواجدي يسبب لك إزعاجاً ...

لم تجبني ... وكان أولئك يحرّضونها على عدم إجابتي رغم ما تشعر به

من رفضٍ لصمتها عن الإجابه ... فقلت: أدباً يا سيدتي كان الأجدر أن

تجيبي على سؤالي حتى لو بالرفض .. وحين رأى صديقي مدى تأثير

هذا الموقف ... طلب من صاحبة الموقع حظري ثم أتصل بي ليخبرني

بأن قرار حظري جاء بناءً على طلبه .. لكن الفتاة شعرت بإنكسار لهذا

الرحيل فتهجّمت على المتسببين في ذلك وتم حظرها أيضاً ... ومرت

شهرين كأنها سنه أراقب المنتدى كزائر وأحزنني كثيراً حظرها وبعد

نهاية تلك الفترة ..أعادوها بعد أن إعتذرت لهم وهو موقف لن ننساه

لصاحبة المنتدى فمثل تلك الفتاة لا تستحق سوى الاهتمام ... وقبل أن

يكون إهتمام من الناس .. أدركت أن الله ساقني للوقوف بجانبها

وفهم هذا العطاء في مشاعرها ... في وقتٍ تعتبر الجميع يستحقون

منها صراحتها وإهتمامها وحبها لهم وهو ما نتج عنه أنهم ينقلون

حديثها لمن تحدثت عنهم أو أناس لم تعجبها تصرفاتهم رغم أنها

لم تقصد فيه الإساءة لهم فكانت براءة وعفوية سلوكها دائماً

ما يساء به الظن .. وأجمل في كل ما يحدث لها أنها تشتكي وتظن

أنها المخطئه بينما أنا أقرأ ما حدث بغير الصورة التي تظنها هي ...

ثم تتفاجأ أنني أثني على كل عمل فعلته هي ... وكل سلوك بدر منها

لأنني أؤمن بأن ذلك نابع من نقاء نفسها ... وكنت أعلم أن هذا التسخير

الذي تشرفت به إنما هو لمعرفتي بالعلوم النفسيه والتي تحتاجه تلك الفتاة

لكنها لا تحتاجه كأسلوب معالجة بل بحاجه إلى شخص يطلب منها ألا

تؤثّر عليها سلوكيات الآخرين في التعامل ... هذه الفتاة لا تدرك حجم

هذا الكنز والمتمثل في عطاء مشاعرها وقلبها وإني لأفرح كثيراً حين

أجعلها ترى الموضوع من الجانب الحسن في تصرفها وألا تُشَكِّك

في صواب عملها بسبب النظرة السلبية عنها في عيونهم

هذه الفتاة لا تثق فيني لأنني إنسان طاهر أو نقي فالله وحده

يعلم عيوبي ... هي تريد فقط ألا يشوّه الناس كل عمل تقوم به

... وتكره أن يستمرون في تهميشها ... هي تدرك أنني الوحيد

الذي يشعر كم هي صادقه وكم هي عاطفيه وكم هي مخلصه ...

هي تدرك أنني لا أرى فيها إلا كل سلوك جميل منها وتكسب

تأييدي لكل ما تفكر به ... أنا لا أجاملها ولا أصمت عن سلوك تريد

العمل به إرضاءً للآخرين ... ولا يشترط أن يختار الله الصالحين لخدمة

الناس .. هو إختارني لأن هذه الفتاة لا ينبغي أن تتغيّر .... هذه الفتاة

بحاجة لفهم نفسها والثقة فيما تقوم به ... وهي حين تتحدث معي وتشتكي

من تصرفاتها أفرح كثيراً .. فتغضب لذلك لكنني أقول لها سعدت كثيراً أنه

يوجد في هذه الأرض من يمتلك مثل أخلاقك وصفاء نيتك ... تحيتي لها

ولكل شيء جميل منها ... أنا لا أريد منها شيئاً سوى أن تستمر بالسماح

لي لكي أبقى بجانبها