منتديات أمل عمري

منتديات أمل عمري (http://www.a-3amry.com/vb/index.php)
-   نفحات نبوية / الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (http://www.a-3amry.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   قدوم سعد بن أبي وقاص منازل مدينة بهرسير ، وهي إحدى مدن كسرى (http://www.a-3amry.com/vb/showthread.php?t=10506)

رويم 05-28-2019 01:20 AM

قدوم سعد بن أبي وقاص منازل مدينة بهرسير ، وهي إحدى مدن كسرى
 
قدوم سعد بن أبي وقاص منازل مدينة بهرسير ، وهي إحدى مدن كسرى



بسم الله الرحمن الرحيم

ثم دخلت سنة ست عشرة

استهلت هذه السنة وسعد بن أبي وقاص منازل مدينة بهرسير ، وهي إحدى مدينتي كسرى مما يلي دجلة من الغرب ، وكان قدوم سعد إليها في ذي
الحجة من سنة خمس عشرة ، واستهلت هذه السنة وهو نازل عندها ، وقد بعث السرايا والخيول في كل وجه ، فلم يجدوا واحدا من الجند ، بل
جمعوا من الفلاحين مائة الف ، فحبسوا حتى كتب إلى عمر ما يفعل بهم ، فكتب إليه عمر : إن من كان من الفلاحين لم يعن عليكم ، وهو مقيم ببلده ،
فهو أمانه ، ومن هرب فأدركتموه فشأنكم به
.
فأطلقهم سعد بعد ما دعاهم إلى الإسلام ، فأبوا إلا الجزية ، ولم يبق من غربي دجلة إلى أرض العرب أحد من الفلاحين إلا تحت الجزية والخراج .

وامتنعت بهرسير من سعد أشد الامتناع ، وقد بعث إليهم سعد سلمان [ ص: 6 ] الفارسي فدعاهم إلى الله ، عز وجل ، أو الجزية أو المقاتلة ، فأبوا
إلا المقاتلة والعصيان ، ونصبوا المجانيق والدبابات ، وأمر سعد بعمل المجانيق ، فعملت عشرون منجنيقا ، ونصبت على بهرسير ، واشتد الحصار
وكان أهل بهرسير يخرجون فيقاتلون قتالا شديدا ، ويحلفون أن لا يفروا أبدا ، فأكذبهم الله ، وهزمهم زهرة بن حوية بعد ما أصابه سهم ، وقتل بعد
مصابه به كثيرا من الفرس ، وفروا بين يديه ، ولجئوا إلى بلدهم ، فكانوا يحاصرون فيه أشد الحصار ، وقد انحصر أهل البلد حتى أكلوا الكلاب والسنانير .
وقد أشرف رجل منهم على المسلمين فقال : يقول لكم الملك : هل لكم إلى المصالحة على أن لنا ما يلينا من دجلة إلى جبلنا ولكم ما يليكم من دجلة
إلى جبلكم ، أما شبعتم ! لا أشبع الله بطونكم .


قال : فبدر الناس رجل ، يقال له : أبو مفزر الأسود بن قطبة ، فأنطقه الله بكلام لم يدر ما قال لهم، قال : فرجع الرجل ورأيناهم يقطعون من بهرسير إلى المدائن .
فقال الناس لأبي مفزر : ما قلت لهم ؟ فقال : والذي بعث محمدا بالحق ما أدري ما قلت لهم ، إلا أن علي سكينة ، وأنا [ ص: 7 ] أرجو أن أكون قد أنطقت بالذي هو خير .
وجعل الناس ينتابونه ، يسألونه عن ذلك ، وكان في من سأله سعد بن أبي وقاص ، وجاءه سعد إلى منزله فقال : يا أبا مفرز ما قلت ؟ فوالله إنهم هراب .
فحلف له أنه لا يدري ما قال .

فنادى سعد في الناس ونهد بهم إلى البلد ، والمجانيق تضرب في البلد ، فنادى رجل من البلد بالأمان فآمناه ، فقال : والله ما بالبلد أحد .
فتسور الناس السور ، فما وجدنا فيها أحدا إلا قد هربوا إلى المدائن .
وذلك في شهر صفر من هذه السنة .
فسألنا ذلك الرجل وأناسا من الأسارى فيها لأي شيء هربوا ؟ قالوا : بعث الملك إليكم يعرض عليكم الصلح ، فأجابه ذلك الرجل بأنه لا يكون بينكم وبينهم صلح أبدا ، حتى نأكل عسل أفرندين بأترج كوثى .
فقال الملك : يا ويلاه ، إن الملائكة لتتكلم على ألسنتهم ، ترد علينا وتجيبنا عن العرب .
ثم أمر الناس بالرحيل من هناك إلى المدائن فجازوا في السفن منها إليها ، وبينهما دجلة ، وهي قريبة منها جدا .

[ ص: 8 ] ولما دخل المسلمون بهرسير في الليل ، لاح لهم القصر الأبيض من المدائن وهو قصر الملك الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أنه سيفتحه الله على أمته ، وذلك قريب الصباح ، فكان أول من رآه من المسلمين ضرار بن الخطاب ، فقال : الله أكبر ، أبيض كسرى ، هذا ما وعدنا الله ورسوله . ونظر الناس إليه فتابعوا التكبير إلى الصبح .

مْلكَ زمْانــْے 05-29-2019 12:05 AM

*

جزاكِ الله خيراً ..~

رويم 06-07-2019 03:03 PM

منورين


الساعة الآن 02:54 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.