منتديات أمل عمري

منتديات أمل عمري (http://www.a-3amry.com/vb/index.php)
-   نفحات نبوية / الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (http://www.a-3amry.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   فتح قرقيسياء وهيت في هذه السنة (http://www.a-3amry.com/vb/showthread.php?t=10509)

رويم 05-28-2019 01:41 AM

فتح قرقيسياء وهيت في هذه السنة
 
فتح قرقيسياء وهيت في هذه السنة

قال ابن جرير وغيره : لما رجع هاشم من جلولاء إلى المدائن وكان أهل الجزيرة قد أمدوا أهل حمص على قتال أبي عبيدة وخالد - لما كان هرقل
بقنسرين - واجتمع أهل الجزيرة في مدينة هيت كتب سعد إلى عمر في ذلك ، فكتب إليه أن يبعث إليهم جيشا ، وأن يؤمر عليهم عمر بن مالك بن
عتبة بن نوفل بن عبد مناف ، فسار في من معه من المسلمين إلى هيت فوجدهم قد خندقوا عليهم ، فحاصرهم حينا فلم يظفر بهم ، فسار في طائفة
من أصحابه ، [ ص: 30 ] واستخلف على محاصرة هيت الحارث بن يزيد ، فراغ عمر بن مالك إلى قرقيسياء ، فأخذها عنوة ، وأنابوا إلى بذل الجزية ، وكتب إلى نائبه على هيت إن لم يصالحوا ، أن يحفر من وراء خندقهم خندقا ، ويجعل له أبوابا من ناحيته .
فلما بلغهم ذلك أنابوا إلى المصالحة .

قال شيخنا أبو عبد الله الحافظ الذهبي : وفي هذه السنة بعث أبو عبيدة عمرو بن العاص بعد فراغه من اليرموك إلى قنسرين فصالح أهل حلب
ومنبج ، وأنطاكية ، على الجزية ، وفتح سائر بلاد قنسرين عنوة .
قال : وفيها افتتحت سروج والرها على يدي عياض بن غنم قال : وفيها فيما ذكر ابن الكلبي سار أبو عبيدة وعلى مقدمته خالد بن الوليد ، فحاصر
إيلياء فسألوا الصلح على أن يقدم عمر فيصالحهم على ذلك ، فكتب أبو عبيدة إلى عمر ، فقدم حتى صالحهم ، وأقام أياما ثم رجع إلى المدينة .
قلت : قد تقدم هذا فيما قبل هذه السنة ، والله أعلم .

قال الواقدي : وفي هذه السنة حمى عمر الربذة لخيل المسلمين ، وفيها غرب عمر أبا محجن الثقفي إلى باضع ، وفيها تزوج عبد الله بن عمر صفية [ ص: 31 ] بنت أبي عبيد .
قلت : الذي قتل يوم الجسر ، وكان أمير السرية ، وهي أخت المختار بن أبي عبيد ، أمير العراق فيما بعد ، وكانت امرأة صالحة ، وكان أخوها فاجرا ، وكافرا أيضا .
قال الواقدي : وفيها حج عمر بالناس ، واستخلف على المدينة زيد بن ثابت .
قال : وكان نائبه على مكة عتاب ، وعلى الشام أبو عبيدة ، وعلى العراق سعد ، وعلى الطائف عثمان بن أبي العاص ، وعلى اليمن يعلى بن
أمية ، وعلى اليمامة والبحرين العلاء بن الحضرمي ، وعلى عمان حذيفة بن محصن ، وعلى البصرة المغيرة بن شعبة ، وعلى الموصل ربعي
بن الأفكل ، وعلى الجزيرة عياض بن غنم الأشعري .

قال الواقدي : وفي ربيع الأول من هذه السنة - أعني سنة ست عشرة - كتب عمر بن الخطاب التأريخ ، وهو أول من كتبه .
قلت : قد ذكرنا سببه في " سيرة عمر " ، وذلك أنه رفع إلى عمر صك مكتوب لرجل على آخر بدين يحل عليه في شعبان ، فقال : أي شعبان ؟
أمن هذه السنة أم التي قبلها ، أم التي بعدها ؟ ثم جمع الناس فقال : ضعوا للناس شيئا يعرفون به حلول ديونهم .
فيقال : إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم ، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك .
ومنهم من قال : أرخوا [ ص: 32 ] بتاريخ الروم من زمان إسكندر .
فكرهوا ذلك ، ولطوله أيضا . وقال قائلون : أرخوا من مولد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
وقال آخرون : من مبعثه ، صلى الله عليه وسلم .
وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة ; لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث .
فاستحسن ذلك عمر والصحابة ، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .
وعند مالك ، رحمه الله ، فيما حكاه عنه السهيلي وغيره أن أول السنة من ربيع الأول لقدومه ، صلى الله عليه وسلم ، إلى المدينة فيه .
والجمهور على أن أول السنة من المحرم ; لأنه أضبط ، لئلا تختلف الشهور ، فإن المحرم أول السنة الهلالية العربية .
وفي هذه السنة - أعني سنة ست عشرة - توفيت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وذلك في المحرم منها ، فيما ذكره
الواقدي وابن جرير وغير واحد ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، وكان يجمع الناس لشهود جنازتها ، ودفنت بالبقيع ، رضي الله عنها وأرضاها .
وهي مارية القبطية ، أهداها صاحب إسكندرية - وهو جريج بن مينا - في جملة تحف وهدايا لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقبل ذلك منه ،
وكان معها أختها سيرين التي وهبها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لحسان بن ثابت ، فولدت له ابنه عبد الرحمن بن حسان .
ويقال : أهدى المقوقس معهما جاريتين أخريين .
فيحتمل أنهما كانتا خادمتين لمارية وسيرين .
وأهدى [ ص: 33 ] معهن غلاما خصيا اسمه مأبور ، وأهدى مع ذلك بغلة شهباء اسمها الدلدل ، وأهدى حلة حرير من عمل الإسكندرية .
وكان قدوم هذه الهدية في سنة ثمان .
فحملت مارية من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بإبراهيم ، عليه السلام ، فعاش عشرين شهرا ، ومات قبل أبيه رسول الله ، صلى الله
عليه وسلم ، بسنة سواء ، وقد حزن عليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وبكى عليه وقال : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون .
وقد تقدم ذلك في سنة عشر . وكانت مارية هذه من الصالحات الخيرات الحسان ، وقد حظيت عند رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأعجب
بها ، وكانت جميلة ملاحة ، أي حلوة وهي تشابه هاجر سرية الخليل ، فإن كلا منهما من ديار مصر وتسراها نبي كريم ، وخليل جليل ، عليهما السلام .

مْلكَ زمْانــْے 05-29-2019 12:05 AM

*

جزاكِ الله خيراً ..~

رويم 06-07-2019 03:01 PM

منورين


الساعة الآن 11:11 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.