منتديات أمل عمري

منتديات أمل عمري (http://www.a-3amry.com/vb/index.php)
-   خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل (http://www.a-3amry.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الفرق بين العفو والمغفرة (http://www.a-3amry.com/vb/showthread.php?t=15718)

تهانى العامر 03-30-2023 10:17 PM

الفرق بين العفو والمغفرة
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن العفو أبلغ من المغفرة ؛ لأن العفو محو، والمغفرة ستر :
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" الْعَفوّ : هُوَ الَّذِي يمحو السَّيِّئَات ، ويتجاوز عَن الْمعاصِي ، وَهُوَ قريب من الغفور ، وَلكنه أبلغ مِنْهُ، فَإِن الغفران يُنبئ عَن السّتْر، وَالْعَفو يُنبئ عَن المحو، والمحو أبلغ من السّتْر" .
انتهى من "المقصد الأسنى" (ص 140) .
وقال الشيخ محمد منير الدمشقي رحمه الله في "النفحات السلفية" (ص 87):
" العفو في حق الله تعالى : عبارة عن إزالة آثار الذنوب بالكلية ، فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين ، ولا يطالبه بها يوم القيامة ، وينسيها من قلوبهم ، لئلا يخجلوا عند تذكيرها، ويثبت مكان كل سيئة حسنة ، والعفو أبلغ من المغفرة ؛ لأن الغفران يشعر بالستر، والعفو يشعر بالمحو، والمحو أبلغ من الستر " انتهى .

وذهب آخرون إلى أن المغفرة أبلغ من العفو ؛ لأنها سترٌ، وإسقاطٌ للعقاب ، ونيلٌ للثواب، أما العفو: فلا يلزم منه الستر ، ولا نيل الثواب .
قال ابن جزي رحمه الله :
" العفو : ترك المؤاخذة بالذنب .
والمغفرة تقتضي ـ مع ذلك ـ : الستر .
والرحمة تجمع ذلك مع التفضل بالإنعام " انتهى من " التسهيل" (1/ 143) .
وقال الرازي في "تفسيره" (7/ 124):
" الْعَفْو أَنْ يُسْقِطَ عَنْهُ الْعِقَابَ، وَالْمَغْفِرَةَ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ جُرْمَهُ ، صَوْنًا لَهُ مِنْ عَذَابِ التَّخْجِيلِ وَالْفَضِيحَةِ، كَأَنَّ الْعَبْدَ يَقُولُ: أَطْلُبُ مِنْكَ الْعَفْوَ ، وَإِذَا عَفَوْتَ عَنِّي فَاسْتُرْهُ عَلَيَّ " انتهى .
قال الكفوي رحمه الله :
" الغفران: يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، ونيل الثَّوَاب، وَلَا يسْتَحقّهُ إِلَّا الْمُؤمن، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْبَارِي تَعَالَى .
وَالْعَفو : يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم، وَلَا يَقْتَضِي نيل الثَّوَاب .." انتهى من "الكليات" (ص 666) .
وقال العسكري في "الفروق" (413-414):
" الْفرق بَين الْعَفو والغفران :
أَن الغفران : يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، وَإِسْقَاط الْعقَاب هُوَ إِيجَاب الثَّوَاب ؛ فَلَا يسْتَحق الغفران إِلَّا الْمُؤمن الْمُسْتَحق للثَّواب . وَلِهَذَا لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الله ، فَيُقَال : غفر الله لَك ، وَلَا يُقَال غفر زيد لَك ، إِلَّا شاذا قَلِيلا ...
وَالْعَفو : يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم ، وَلَا يَقْتَضِي إِيجَاب الثَّوَاب ، وَلِهَذَا يسْتَعْمل فِي العَبْد ، فَيُقَال : عَفا زيد عَن عَمْرو ؛ وَإِذا عَفا عَنهُ : لم يجب عَلَيْهِ إثابته .
إِلَّا أَن الْعَفو والغفران : لما تقَارب معنياهما ، تداخلا ، واستعملا فِي صِفَات الله جلّ اسْمه على وَجه وَاحِد ؛ فَيُقَال : عَفا الله عَنهُ ، وَغفر لَهُ ؛ بِمَعْنى وَاحِد .
وَمَا تعدى بِهِ اللفظان يدل على مَا قُلْنَا ، وَذَلِكَ أَنَّك تَقول عَفا عَنهُ ، فَيَقْتَضِي ذَلِك إِزَالَة شَيْء عَنهُ . وَتقول : غفر لَهُ فَيَقْتَضِي ذَلِك اثبات شَيْء لَهُ" انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الْعَفْوُ مُتَضَمِّنٌ لِإِسْقَاطِ حَقِّهِ قِبَلِهِمْ وَمُسَامَحَتِهِمْ بِهِ، وَالْمَغْفِرَةُ مُتَضَمِّنَةٌ لِوِقَايَتِهِمْ شَرَّ ذُنُوبِهِمْ، وَإِقْبَالِهِ عَلَيْهِمْ، وَرِضَاهُ عَنْهُمْ؛ بِخِلَافِ الْعَفْوِ الْمُجَرَّدِ؛ فَإِنَّ الْعَافِيَ قَدْ يَعْفُو ، وَلَا يُقْبِلُ عَلَى مَنْ عَفَا عَنْهُ ، وَلَا يَرْضَى عَنْهُ .
فَالْعَفْوُ تَرْكٌ مَحْضٌ، وَالْمَغْفِرَةُ إحْسَانٌ وَفَضْلٌ وَجُودٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (14/ 140).

وبهذا يتبين أن المغفرة أبلغ من العفو، على القول الراجح ؛ لما تتضمنه من الإحسان والعطاء.

أما القول بأن المغفرة : أن يسامحك الله على الذنب ، مع بقائه في صحائفك، وأن العفو مسامحة مع محو الذنب من الصحائف فلا يدل عليه الدليل.

والله تعالى أعلم

الدكتور عبدالله 03-30-2023 10:20 PM

جزاك الله خير

أمــــــل 03-30-2023 10:24 PM

طرح قيم يا تهاني
جزاك الله ألف خير..:81:

خالد بعيجان 03-30-2023 10:31 PM

جزاك الله خير

ابو عثمان 03-30-2023 10:33 PM

جزاك الله خير

عمر 03-30-2023 10:35 PM

جزاك الله كل خير

لين الشريف 03-30-2023 10:37 PM

جزاك الله خير

عبدالعزيز 03-30-2023 10:40 PM

الله يجزاك خير

الشريف 03-30-2023 10:42 PM

جزاك الله خير

أسوار 03-30-2023 10:45 PM

الله يجزاك خير


الساعة الآن 06:56 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.