![]() |
"البحر"
بالأمس مرَّ أوّل الطّيور فوقنا،
ودار دورتين قبل أن يغيبَ، كانت كلُّ مرآة على المياه فردوساً من الفسفورِ – يا حدائق الفسفور والمرايا أيّتها الشمس التي توهّجتْ واهترَأت في جسد الغياب، ذوبي مرّة أخيرةً، وانطفئي، أمس رأينا أوّل الهدايا ضفائر الأشنةِ والليفِ على الأجاجِ من بقايا الشجر الميت والحياة في ابتدائها الصامتِ بين علق البحارْ في العالمِ الأجوفِ حيث حشرات البحرِ في مَرَحِها الأعْمَى تدب في كهوفِ الليفِ والطحلبِ لا تعي انزلاقَ الليلِ والنهارْ وحمل الهواءْ رائحةَ الأرضِ، ولوناً غير لون هذه الهاوية الخضراءْ وحشرجات اللغة المالحة الأصداءْ. وفي الظَّلامْ في فجوةِ الصَّمت التي تغور في مركز فجوةِ الكلامْ، كانت مصابيح القرى على التِّلال السودِ والأشجارْ تطفو وتدنو مرَّة ومرَّة تنأى تغوصُ في الضَّباب والبخارْ تسقطُ مثل الثّمر النّاضجِ في الصَّمتِ الكثيفِ بين حدِّ الحلم الموحشِ وابتداء الانتظارْ. وارتفعتْ من عتمةِ الأرضِ مرايا النّارْ وها هيَ الآن جذوع الشّجر الحيِّ ولحم الأرضِ والأزهارْ. الليلة يستقبلني أهلي: خيلٌ تحجل في دائرة النّارِ، وترقص في الأجراس وفي الدِّيباجْ امرأة تفتح باب النَّهر وتدعو من عتمات الجبل الصامت والأحراجْ حرّاس اللغةَ – المملكة الزرقاءْ ذلك يخطر في جلد الفهدِ، وهذا يسطع في قمصان الماءْ. الليلة يستقبلني أهلي: أرواح جدودي تخرج من فضَّة أحلام النّهر، ومن ليل الأسماءْ تتقمص أجساد الأطفالْ. تنفخ في رئةِ المدّاحِ وتضرب بالساعد عبر ذراع الطبّالْ. الليلة يستقبلني أهلي: أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى إبريقاً جمجمةً، مصلاة من جلد الجاموسْ رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ من جسد الأرضِ وعبَر سماء الجُرحْ. الليلة يستقبلني أهلي. وكانت الغابة والصحراءْ امرأةً عاريةً تنامْ على سرير البرقِ في انتظارِ ثورها الإلهي الذي يزور في الظلامْ. وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً. يزهر في سلطنة البراءة وحمأ البداءةْ على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ. ؛ من ديوان العودة ألى "سنار" لِـ كاتبهِ.. الشاعر( محمد عبد الحي).. |
الله يعطيك العافيه على روعة طرحك
|
دامت ذائقتك توأم للروعه
لـ روحك البيضاء الف سلام :81: |
تحياتي ازفهااا اليك
محمله ببقات من الشكر والعرفان بتميزك ورعه قلمك |
إنتقاء رائع
وذائقه مترفه سلمتِ :81: |
' إختيار جميل .. يعطِيك العافية على جهودك . |
انقاء جميل رائعة الذائقة سمراء الامل لك تقديري |
|
ذائقه قيمه وانتقاء راقي
سلمت اكفك ادرجت للامل ابداع فاق الوصف |
الساعة الآن 05:58 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.