عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2017, 02:59 AM   #9


الصورة الرمزية فهد بن محمد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



العرب أمة أدب وتكوينهم الفطري وبيئتهم زاخرة به
ولغتهم لديها القدرة على أن تعطي بلا حدود أليس
شرفا ً لها أن كانت لغة القرآن فهي لغة خلاقة
بمعانيها وإيحاءاتها وأبن الصحراء بخياله الواسع
باتساع فضائه كان متميزاً فيها رغم التخلف التواصلي
إن صحت التسمية ولكن ما سبب تراجع هذا الزخم
الأدبي مؤخراً وكأنه يبدأ من جديد ولا يرتكز على
أرضية صلبة سبقته في التمهيد والبناء ليكمل عليها
أعتقد الهوية الثقافية هي جامع مهم لكل أمة ولبنة
من لبنات تماسكه وتوحيد ثقافته بكل أشكالها فهي
تضيف حيز تلاقي متسع بشتى أنواع البناء الأدبي
وتصنع دائرة كبرى تحيط بكل أمة تتوحد بثقافتها
من هنا كان التوجه وليس بنظرية المؤامرة العتيدة
لكنه كقرارات سياسية واستعمارية ولأضعاف
هذا الجانب الصلب في الأمة وتشتيت جهودها
الثقافية كي تضرب في أكبر مخزون لديها وهي
كمثال من يتوجه لقصف محطة الكهرباء العامة
أو خزانات الماء الرئيسية فهو كما يقال هدف
إستراتيجي أو يعمل فارق في الصراع
لا ننسى أن أوربا تتلمذت على ثقافات العرب
وعلى مكتشفاتهم وعلى فلسفتهم العميقة وعلى
تنظيماتهم الاجتماعية والحياتية وانطلقت منها
كأساس صحيح للبداية ولا ننكر أنهم بعد ذلك
أضافوا وأبدعوا وطوروا فيما نحن غرقنا في
مستنقع الدويلات والخلافات ولقمة العيش
فتوقفت كل تلك الحركة الثقافية إلا من قليل
هنا وهناك وحين استقرت بعض الأحوال نوعا ما
كان هناك فاصل زمني بين القديم والحديث بنظري
أوجد فجوة يحسب حسابها وكدليل على ذلك
ظهرت تلك المدارس التي أشرت إليها في محاولة
لرسم خط يزاوج بينها رغم أنه ميال للحديث منه
أكثر ومتأثر بمن هيمنوا ثقافياً بعد هيمنتهم عسكريا
فتناثرت الجهود على شكل مدارس لم تستطع بناء
أرضية بديلة كي ننطلق منها فكانت اجتهادات محدودة
لقي بعضها نسبة من النجاح لكنه لم يكن قادر على
أخذ زمام المبادرة والربط التام بين ما كان وما هو الآن
ولم يستطع ردم تلك الهوة إلا بقدر محدود
ولكن يظل الأدب بميزته الفريدة قابل على التكيف
مع كل زمن بهويته شرط أن يحتفظ بالأسس التي
عليها يقوم ومن ثم يمكن البناء من جديد ولو بطراز
مختلف يناسب عصره وأن يستعيد شموليته كثقافة
عامة لا يركز على المناطقية وأن يعطى العناية
الكافية كي يقوم من جديد كرافد مهم للأمة
وخير دليل لهذا أن المأمون إن لم تخني الذاكرة
كان يعطي لكل من يترجم كتاباً للعربية وزنه ذهبا
لم يكن يفعل هذا كي أكتب عنه اليوم لكنه يدرك قيمة
الثقافة ونقلها مترجمة بالعربية وكي يحافظ على هذه
القيمة الثقافية التي تعد كما أسلفت أحد أهم الهويات
لأي أمة وكجامع لها في دائرة ثقافية عدم وجودها
يعني الانفلات الثقافي خارج أي حدود أو بلا هوية
نوميديا والحديث لكِ قدمت عرضاً رائعاً يستحق
الشكر منا جميعاً فهكذا يبدأ التنبه لهذه القيمة
الثقافية وأنها ليست ترفاً أو مجال ترفيه أو شيء
ثانوي في مسارات أي أمة في أي عصر كانت

وعذرا ً على الأطالة فهي تداعيات كيبوردية
أخذتني معها فالحديث ذو شجون
تقديري


 

رد مع اقتباس