تابع سورة الذاريات
محاور ومقاصد السورة
ثم انتقلت إلى الحديث عن كفار مكة، المكذبين بالقرآن وبالدار الآخرة، فبينت حالهم في الدنيا، ومالهم في الآخرة، حيث يعرضون على نار جهنم، فيصلون عذابها ونكالها {قتل الخراصون الذين هم في خوض ساهون يسألون أيان يوم الدين يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون} الآيات.
ثم تحدثت عن المؤمنين المتقين، وما أعد الله لهم من النعيم والكرامة في الآخرة، لأنهم كانوا في الدنيا محسنين، على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب، والإعذار والإنذار {إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين} الآيات.
ثم تحدثت عن دلائل القدرة والوحدانية، في هذا الكون الفسيح، في سمائه وأرضه، وجباله ووهاده، وفي خلق الإنسان في أبدع صورة وأجمل تكوين، وكلها دلائل على قدرة رب العالمين {وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون} الآيات.
ثم انتقلت للحديث عن قصص الرسل الكرام، وعن موقف الأمم الطاغية من أنبيائهم، وما حل بهم من العذاب والدمار، فذكرت قصة (إبراهيم) و(لوط) وقصة (موسى) وقصة الطغاة المتجبرين من قوم عاد وثمود وقوم نوح، وفي ذكر القصص وتكراره في القرآن تسلية للرسل الكرام، وعبرة لأولى الأبصار، يعتبر بها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون} الآيات.
وختمت السورة الكريمة ببيان الغاية من خلق الإنس والجن، وهي معرفة الله جل وعلا، وعبادته وتوحيده، وإفراده بالإخلاص والتوجه لوجهه الكريم، بأنواع القربات والعبادات {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} الآيات إلى نهاية السورة الكريمة.
( يتبع )
|