تابع – سورة الحديد
محور مواضيع السورة
وشارة الصدق في الإيمان بالله ضبط الموقف من الدنيا. فمن بات واستيقظ مشغولا بها باكيا.
كلى ما فات منها فلا اعتداد به. إن الناس في عصرنا يذهلون عن الآخرة، والحضارة الغالبة تجهل بها وتصد عنها، والأديان السماوية فاشلة في إدارة المعركة تحسب أن الفشل في الأرض طريق النجاح.
فالسماء. ولا أدرى كيف يصح ذلك في دين يبنى الإيمان بالله على التأمل في الكون ودراسة قوانينه؟ انعقد أخيرا مؤتمرا للمياه في دول الخليج حضرته دولة إسرائيل (؟!) لماذا؟ لأن الدولة اليهودية تملك الخبرة! أما نحن فخبرتنا محدودة... يظهر أننا خبراء في حب المال والجاه وحسب! وسورة الحديد تنبه إلى أن المسلمين شركاء في سباق عالمي محموم لا ينجح فيه إلا من استعد له وتهيأ لمراحله وقدر الفروق بين خطواته وخطوات خصومه.. {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله}. ما هذا السباق؟ إن أهل الإيمان يعرضون ما لديهم وينصرونه، وأهل الكفر يعرضون ما لديهم وينصرونه. هكذا شاء الله أن تدور رحى النشاط في الأرض {ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}.. والناظر الآن إلى الأطراف المتخاصمة يرى عجبا. فعلى سطح الماء من المحيط الشمالي إلى المحيط الجنوبي، لا ترى بارجة عليها علم التوحيد على حين ترى البوارج والطائرات والغواصات تخدم كل ملة وتنصر كل حزب.
( يتبع )
|