عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-02-2017, 10:17 AM
عمدة الحاره
النجم البعيد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Steelblue
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل : Jun 2017
 فترة الأقامة : 2949 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2017 (08:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : النجم البعيد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



تابع – سورة الملك

قال الإمام أحمد - بإسناده - عن عائشة - رضي اللّه عنها - أنها قالت : «ما رأيت رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته. إنما كان يبتسم. وقالت : كان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه. قالت : يا رسول اللّه إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية. فقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم - : «يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح. وقد رأى قوم العذاب وقالوا ، هذا عارض ممطرنا » فهذا هو الإحساس اليقظ الدائم باللّه وقدره ، وبما قصه القرآن من هذا في سيره. وهو لا ينافي الاطمئنان إلى رحمة اللّه وتوقع فضله.

ثم هو إرجاع جميع الأسباب الظاهرة إلى السبب الأول. ورد الأمر بحاله وكليته إلى من بيده الملك وهو على كل شيء قدير. فالخسف والحاصب ، والبراكين والزلازل ، والعواصف ، وسائر القوى الكونية والظواهر الطبيعية ليس في أيدي البشر من أمرها شيء. إنما أمرها إلى اللّه. وكل ما يذكره البشر عنها فروض يحاولون بها تفسير حدوثها ، ولكنهم لا يتدخلون في إحداثها ، ولا يحمون أنفسهم منها. وكل ما ينشئونه على ظهر الأرض تذهب به رجفة من رجفاتها ، أو إعصار من أعاصيرها ، كما لو كان لعبا من الورق! فأولى لهم أن يتوجهوا في أمرها إلى خالق هذا الكون ، ومنشئ نواميسه التي تحكم هذه الظواهر ، ومودعه القوى التي يتجلى جانب منها في هذه الأحداث. وأن يتطلعوا إلى السماء - حيث هي رمز للعلو - فيتذكروا اللّه الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير.

إن الإنسان قوي بالقدر الذي وهبه اللّه من القوة. عالم بالقدر الذي أعطاه اللّه من العلم. ولكن هذا الكون الهائل زمامه في يد خالقه ، ونواميسه من صنعه ، وقواه من إمداده. وهذه القوى تسير وفق نواميسه في حدود قدره. وما يصيب الإنسان منها مقدور مرسوم ، وما يعلمه الإنسان منها مقدور معلوم. والوقائع التي تحدث تقف هذا الإنسان بين الحين والحين أمام قوى الكون الهائلة مكتوف اليدين حسيرا ، ليس له إلا أن يتذكر خالق هذه القوى ومروضها وإلا أن يتطلع إلى عونه ليواجهها ، ويسخر ما هو مقدور له أن يسخره منها.

( يتبع )
الموضوع الأصلي: || الكاتب: النجم البعيد || المصدر: منتديات أمل عمري

أمل عمري

منارة الناسك , نبض الطاولة , نبض الطاولة , نبض الطاولة , فعاليات , فعاليات , حصريات , إيقاع الشعر والنثر , شرفة الذائقة , أسراب الهذيان , مدونات , حكواتي , هودج الأنثى , الرياضه , عيادة الأمل , ومضات الألبوم , همسة العدسة , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب ,