عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2017, 02:34 PM   #3


الصورة الرمزية نُوميديا
نُوميديا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 168
 تاريخ التسجيل :  Feb 2017
 أخر زيارة : 01-23-2018 (10:19 AM)
 المشاركات : 3,584 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Rosybrown
افتراضي



بمجرد قرائتي للعنوان تساءلتُ في كنه نفسي، لعلّني أرصد شعورا وحِسا خارج هذه الدائرة التي تعتكف فيها محبرتك
فصرختُ عندما أعياني البحث ..
أحقّاً أنّ بذورَ النّسيان موجودة في دواخلِ كل واحد منا ؟ ما عدت أظن ذلك
فمرّت عليّ لحظات وانا اعيد النص أكابد فيها أنفاسي حتى الاختناق وانتابتني لفحة حرارة إلى حدّ الاحتراق

فقلت:
أ تـُرانا نموت في كل لقاء؟ ونلتقي مرة أخرى لنشتاق؛ ثم نحِنّ تُرى إلى ماذا؟ وذاكرتنا قد جافاها النسيان، رحلوا و قد خلا منهم المكان
ولم يبق إلاّ ذكرياتٍ وكأنها محنّطة، تريد أن تحافظَ على وجودها .. ومع ذلك فالقلوب كأنها جامدة لا تخفق، وقد داهمها القلق
وتمرّ الأيام ثم تتلوها الأعوام.. ومع ذلك نخاف أن تموتَ أجسادنا، ولا نفرح على لقاء ذواتنا.
عجبًا لكَ يا أعذب كيف تُحدث كل هذهِ الجَلبة حين تأتي

ما أصدق بصير معرّة النعمان وهو يقول:
تعبٌ كلها الحياة فما أعجبُ ** إلاّ من راغبٍ في ازديادِ
ومع ذلك نخافُ من النهاية ، فلربما كانت هي البداية


هذا الحرص على شيء هو ليس معنا سلبته منا الحياة في مسرحية فجعلتنا في اعينهم نصنع من الوهم وجوداً ونخترعُ الأحلام والآلام لنبني و نشيد بناءاتٍ شامخة، هي بعد عمرٍ الى زوال، ومع ذلك فَإن بقايا هذه الاوهام التي يزعمون بالنسبة لنا هي أكثر حرصاً على حياتنا لو يدركون ولن يَفعلوا


وبعد كل ذلك أفقت.. ووجدتُ أنّ أشدّ وحدة، وأشدّ حرقة هي التي تُحسّسنا بأنّ الذاكرة جرم نقترفه ولا نتوب وكأنها النديم السرمدي كلما هممنا بالقلم
فنحرص على أن تقترن كل حروفنا بالألم ..
فالساعةُ نريدها أن تدق ببطءٍ، ودقات القلب نريدها ببطءٍ، و كُل شيءٍ نريده بطيئاً، لا ينتهي مع سرعة ما يصيب أنفسنا من اللحظّات في حضرةِ الراحلين

وعندهم
ما هي إلا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا





أعذب أنتَ وحدك
لكنكَ بخير


 
 توقيع : نُوميديا



الأشياء فيِ حقيقتها لآ تتغيّر إنها النّظرة
../


رد مع اقتباس