أتمنى حقًا لو يُقرأ للاخير
؛؛
تَوَشَّمَ الليلُ بأجمل طلَّة
وتسامى الرّجاء لربِّ البريَّة ،
أن يرفع عنّا البلاء والعجف هذا!!
نعم ، فلقد صرت أحبّ المطر ،
صرت أشتاقه أكثر من شوقي للصيف ذاك!!
صرت أسجّل إسمي في قوائم الدّاعين ليليّا ،
علّ الله يغفر لي كثيرا من أمانٍ قاسياتٍ ،
لفحتكم بها ذات دَخــلَـة خَريفيّة!!
هناك في حدائق المطمئنّين الوقورين ،
إرتوتْ أنفاسُ المؤمنين حقّا ،
وألحّوا في الطلب ، وحَثْوِ الخُطَا ،
وسماؤهمْ تزيّنَت ، ولياليهم تنوّرت ،
فقاموا وهم صافّون الأقدام ،
تلهج قلوبهم بذكر خالقنا ومناجاته ،
تتسابق دموعهم و عبراتهم ،
أيها تنال شرف 'إنهمارها من خشية الله'!!
أضاء قلوبهم رضى كبير ،
وتحوّلت حياتهم إلى امتداد لا متناهٍ من الفرح ،
زرعوا من حولهم بساتين أمل ،
وعرفوا ما هو الصّواب ،
فجدّدوا إليه السّير ، وماتقاعسوا وماانتكسوا!!
حدَّ السّخف تلك الأمور التي تشغل أيامنا وليالينا ،
فمتى نَعتكف بدار لننهل من معينِ لذّة القرب من الله!!
تبعثرت الكثير من المفردات وهي في طريقها للإنتثار أمام أعينكم ،وبصعوبة إستطعت تلمّس لوحة المفاتيح ،كنت أكتب بمشاعر وجلة حائرة ،
مشتاقة متلهّفة لتلك الليلة ، لتلك الدّمعة،لتلك السجدة .. ؛
رَبِي إغفر ليِ و إرحمنيِ
أتذكّر جيدا النور الذي كان يكسو 'عائشة ' أو كما يحلو لنا مناداتها عَيشة
-رحمها الله و أتاها سؤلها-
كانت مذ عرفناها نورا على نور ، وكان لسانها يلهج بترديد الآيِ التي حفظتها في المدرسة القرآنيّة ،وهي بالفعل كانت مدرسة رغم صغر سنّها آنذاك -15سنـة-
كم كانت تتلذّذ وهي تتحدث بذلك الشغف والشوق لليل!!
نعم ، كان شغف الواحدة منّا ،الرسوم المتحركة ، بعض الأفلام البايخة ، الكثير من الثرثرات الفارغة ،
ولكن وحدها ، كانت تتميّز عنّا ،وحين كانت تلتقينا صباحا ونور عجيب جدااا كنّا نلاحظه حتى ونحن صغيرات، ونسألها عن سرّه ،
فكانت تجيب بلغة الواثقة :
إنّه لقائي الليلي مع من لا يملك قلبي سواه!!
كانت تموت بسمات الفضول على أفواهنا ،
لتحلّ محلّها علامات الإستفهام اللامتناهية ..
-من هذا ياشقية؟
-يبدو أنّك متأثرة ببطل المسلسل الفلاني؟
-هل هو زميلنا الجديد من الحيّ الرّاقي؟
؟؟؟
ولكنها كانت تضحك ببراءتها وصفاءها-رحمها الله وغفر لنا ولها- وتجيب:
بل هو من بثّ في أوصالي الحياة ،
من أمدّني بوسائل البقاء والمواصلة ،
من ربّاني فأحسن تربيتي ،
من أدّبني فأحسن تأديبي ،
إنني أمقت النهار ،
لأنني أرى فيه إشغالا لي عن مناجاتي لخالقي وقت هجوع الغافلين!!
نعم ، صديقتي كانت تصفنا بالغافلين ،
وكانت تكره النهار الذي نشتاق إليه حتى نجتمع ببعضنا ونثرثر ،
وتعشق الليل الذي فيه تجتمع جميع جوارحها لتناجي ربنا!!
ياااه كم كنّا بعيدين عن الفهم العميق ذاك ،
...
ولن أنسَ يوم زفّ إلينا خبر إصابتها في حادث
وكيف كانت تلهج بذكر الله لمّا عُدْنَاها في المشفى ،
ولا أنسى ما نسيتُ حين كانت تنظر إلى النافذة من حين لآخر ،
حتى لَفت إنتباهي ذلك فسألتها عن السبب ،
لِــتَــشُلَّنِي حقّا بِإجابتها ؛
إنّني أنتظر إسدال الليل لخيوطه ،
حتّى أقوم لربّي ، وأسأله أن يقبضني لجواره ،
فلقد إشتقت حقا لرفقته ولرفقة الحبيب'صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم'،
....
و ما مرّت إلا 10 أيام،
ورفيقتنا قد أسلمت الروح لخالقها،
نسأله تعالى أن تكون من أهل الجنان،
ونحضّ كل أمّ أن ترعى بنتها بما يجعلها فخرا بها يوم العرض الأكبر،
ليس الغرض من هذا السرد الثرثرة بل لِأذكر نفسيِ وكل أم أن هكذا التربية وإلّا فَلَا !!
القصة واقِعية واليوم تحديدا
مرَ علو وفاتها 17 سنة
|