عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-14-2018, 11:06 AM
وطن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Steelblue
 رقم العضوية : 493
 تاريخ التسجيل : Sep 2017
 فترة الأقامة : 2799 يوم
 أخر زيارة : 03-27-2020 (05:38 AM)
 المشاركات : 94 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : وطن is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هَمسة، في ريب الحب .!




للأمل والعُمر كل الحُب *.


للغياب لعنة، قليلٌ من يعتقد انها أسهل الحلول بل هي أكثرهم وجعٌ واعمقهم هزيمة،
قد كنتُ يوماً حاضراً بكل ما أوتيت من مشاعر، من جنون، من أحلامٍ تحملني على جناح اللهفة
لأكون ناسكاً حدّ رمشٍ هالته أن يحرس هاتين العينين،قد كنتِ منذ زمنٍ فتنة القلب، كنتِ إكسير الحياة،
ماء الوجود، دفئ المكان وحضورٌ حلوه موجعٌ وغيابٌ يجعل وجع حضوركِ جنةً في أمرّين أحلامها مُر.

نكذب كثيراً على أنفسنا، بأن الحلم يوماً يمسي حقيقة، وأن الحياة تقف على محمل الشعور بأن لا استمرار
بلا أمنياتٍ نحتاجها ونريدها ونتضرع الله بأن تكبر في واقعنا كي نرسم البسمة وفرحة قلبٍ انهكه التعب،
الفارق البسيط أني كنتُ في يومٍ كرِمالِ شاطئٍ حزين، كلما امتدت امواجكِ إليه حملت معها اجزاء مني حتى انتهى
الشاطئ اليكِ كاملاً ولم يتبقى سوى آثارُ أقدامي حيث كنت أسير يوماً على أطلال ذكراكِ حين غياب وحين اشتياق
وحين ألم، تباً لكِ فأمواج حضوركِ المتقطع قد اخذت كل شيء مني حتى الرمق الأخير فلم تُبقي لي حولاً ولا قوة
لأستمر خلف الحلمِ بهزيمة فادحة راياتها رفعت على قلبي قد كتبتِ عليها اسمكِ باختصار حرفين فقط.

غضبي صمتٌ ورحيلكِ حكاية، هزيمتي أصابت كل أشيائي بالمرض العضال حتى احتضار اخر حرفٍ في
بوصلتي فكلما فتحتها كي أشكو للورق قريحتي لم يسعفني الحظ بأن اكتبَ شيءً، شلّت يداي أوراقي توشحت
البياض، فالحبر في فمي جفَّ والكلمات انتهت، لم يبقى شيء، جدرانٌ واهنة، شمسٌ باردة، وليلٌ طويل، وصمتٌ كثير،
وأنا اجلس الى طاولتي ارتب أحلامي بجانب إطارِ صورةٍ فارغ ما زال ينتظر حضورك، حتى للذاكرة فإن غبتِ أو
غادرتِ مرةً أخرى سيبقى هناك شيءٌ منكِ ينير هذا الظلام كشمعةٍ هادئٌ نورها، فماذا بعد.؟
أين أذهب بكل هذه الأسئلة المعلقة .؟
أين أجد أجوبةً مقنعة تخبرني أني لم اخطئ يوماً وأني أبحرت في الاتجاه الصحيح وأن بوصلتي كاذبة والرياح خدعتني
كي اغير التاريخ عنكِ يوماً ..؟!

كنت أشعر بالقلق أن تحضري غريبةً عن مقلتيَّ فأراكِ مع المارة والعابرين، ربما أراكِ في حفلٍ مسائي أو في دار السينما،
ربما أراكِ تجلسين بجواري في المقعد بأحد المقاهي أو ربما في أمسيةٍ شعرِية، أو ربما في أحد المطاعم فأعرفكِ
ولا تتذكرين هذا البائس ذو الملامح الشاحبة الدفينة، لا تتذكري هذا الجسد الهزيل الذي بجوارك، لا تتذكري هاتين العينين
اللتان لم تعشقى يوماً جمالاً وبهاءً كما أنتِ، أخبرني بربكِ بأي سطرٍ سأنتهي حين نكران حضوري وأنتِ بقوسِ خطوةٍ عن
أنفاسي وتنهديةٍ تقتل كل شيءٍ يصرخ لكِ وبكِ .؟

كدموعٍ وقحة، هذا الشعورالمتأجج فيّ، وهذا السؤال الذي لا أريد أن اسأله حقاً،
لماذا أحبكِ .؟ وكيفَ أحبكِ .؟ ومتى أحبكِ .؟،
قد أجّجتِ فيَّ يوماَ رجولتي، بأني شرقيٌّ ولست محض صدفةٍ أدافع عن شعاراتٍ تدعي أني رجل الحضور وهُمَام الغياب،
قد صنعتِ معجزة العُمر على شفاهي حين ابتسمت، وحين أتسعت عيناي قليلاً فصرتُ أرى الأشياء جميلةً فخفت النوم كي
لا اغمض عيناي ليختفي جمال ما أراه منكِ فيَّ وفي اشيائي اليكِ، تباً لكِ أي الساحراتِ أنتِ وأي النساءَ كنتِ كي استغيث
الله لأن تمطر، نعم لأجل ان تمطر قد أردت غسل خطاياي قبلكِ كي أكون قديساً ولِدَ من جديد فلا تنتهي أحلامي الحاضرة
خطيئة أيامي السوداء القاحلة، تائهان نحن، حتى يجف المطر.
الحبُ طاهرٌ يا شام، وبني البشر هم الخطيئة، الشعور نعمةٌ ونحن لم نقدِّر نعم الله فينا، فأمسينا كجدرانٍ لا يستند عليها طائر
حمامٍ بل ربما تسقط من همسة ريحٍ اشتاقت عناق الحقيقة، وأي حقيقة نريد بل أي حقيقةٍ تريدين أنتِ .
لا أريد المزيد من من الخِذلان في روايتي، بل لا أريد حضوركِ المتأرجح هذا قد سرقتني الأيام مني كما سرقتِ أنتِ
ما تركته لي الأيام ، لا أريد شيءً بعد ان أعلن عليكِ ألحب،
فقط .

هل لِي بعينيكِ قليلاً ..؟


ما تزرعه بيدك، ربما تحصده بقلبك وروحك،
فاحذر أن تزرع الشوك .

وطن


الموضوع الأصلي: هَمسة، في ريب الحب .! || الكاتب: وطن || المصدر: منتديات أمل عمري

أمل عمري

منارة الناسك , نبض الطاولة , نبض الطاولة , نبض الطاولة , فعاليات , فعاليات , حصريات , إيقاع الشعر والنثر , شرفة الذائقة , أسراب الهذيان , مدونات , حكواتي , هودج الأنثى , الرياضه , عيادة الأمل , ومضات الألبوم , همسة العدسة , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب ,






رد مع اقتباس