،
أعرِف أن كل الأوطان مكتوبٌ على جبينها مَصير الشقاء
وأنَّ صَوتُها يَضيقُ كلما شغَل البال حيّز من حنجرة اشتكت
همّ الغربة فكيف لَو كانَ يحترق في اطارات الحُب الملفق بأثار مَوتٍ
رُبما تأخرت عليكَ وأشغلتها ظُروف البكاء الراهنة وما استساغت
لكَ كلمة اشتياق من قاموس معاناتها فَبَدوت مُشرداً تخنقكَ الأوطان الا شَام
الحَبيبة التي انساب في ايقاعها جداول حَنين ونزفها النصيب وَصمَة شَرف
ذابلة في مرايا نصّك ، تشاطركَ أزماناً خَلت منكما وَ باعدت
بينَ مسافات اللقاءِ حصّة قَديرة من الأسئلة التي بلّغتكَ مزايدَة
عالية من التلويحِ الذي ما فرّقت ملامحهُ كلما جعّدتها القسوة
وَضَعت الرأفة سِحر لمساتها في قلبك وَ صَبرت .
المرافيء الزكيّة بِأناشِيد الذكريات تَبتلعها كَغصّة مُرة تندسّ
في خصيلاتِ فِكرةٍ أنبتَت في قاع بأسِكَ حيرة تنصهر كلما ذُكِر اسمها
وما ربَّتت على أذُن انصاتِكَ سوى رفضها فَتعالَى كبرياءكما وَ
انقضَت الأيام الحانية . .
انعتاقُ هذا التوق فيكَ يُفرِز حنايا الحاجة فَتسأل ذَاتكَ
النضج .
وكأنَّ جزيل الحُب تَلقاهُ في سَماءً تعبّدت دُروبها بالنجوم المتألّقة
بنبضة لا تُطرَق أبوابها إلا بِقَصفٍ يُولع شَام بِوطنها لكن في أيّ كَون ؟
كلانا نشتاق لأوطاننا و لِ شَامنا أي لِأحبة وجدناهم يستحقون الشتاتَ
فيهم والتشرّد على ضفافهم وأحياناً كثيرة عابرينَ دواخلهم لأننا
استحقينا في لؤمهم وتحْتَ ظفرهم سِمَة الغرباء .
آآآه ، رأيتها أثَر يستحضِر العجب فَاتكأتُ هنا كَهدية الرّب الناعمة .
دمتَ بخير .
|