مسامرة متقاعد و إرادة التغيير : ٢ / ٢٩
الخميس ٢/رمضان /1434هـ ......... سورة العصر (103)
Al-muneef .s.m
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ(١)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(٣)
لا يباح لعاقل أن يسب الدهر ، فالله هو الذي أوجده ، وهو الذي يتصرف فيه ،
فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عز وجل : يؤذيني
ابن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) متفق عليه ،
أو أن الله أقسم به لاشتما له على الأعاجيب ففيه الهناء والشقاء ، والغنى والفقر ، والعز والذل ، ولما
كان الناس يضيفون المصائب والنوائب إليه أراد الله أن يبين بهذا القسم : أن الخسران من عمل الإنسان
في الدهر ولا من الدهر نفسه ،
و إما ان يراد به العصر الذي بعث فيه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنه لأفضل الأزمنة على
الإطلاق ، زمن بعث فيه خاتم الأنبياء ، وأنزل فيه القرآن ، وأوجب الله فيه على المسلمين الصلاة ،
والصيام ، وأوجب فيه الفرائض التي تزكى النفس ، وتسمو بالأخلاق ، إنه لأفضل الأزمنة بلا نزاع ،
فعن عمران بن حصين رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خيركم قرني ، ثم
الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم قال عمران : لا أدري ، أذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد ، قرنين
أو ثلاثة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ، ويشهدون ولا يستشهدون ،
وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن ) متفق عليه ،
( لا تنسى غدا نكمل تفسير هذه السورة العظيمة ولا تحرم نفسك من الفائدة )
|