.
..
فراق المحبين
كان لرجل جارية يحبها حبا شديدا ولكنه احتاج إلى بيعها لفقر أصابه فحملها إلى السوق فعرضت على أمير البصرة آنذاك عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي فأعجبته فاشتراها بمائة الف درهم فلما قبض المولى الثمن وأراد الانصراف استعبر كل واحد إلى صاحبه باكيا فأنشأت الجارية تقول:
هنيئا لك المال الذي قد حويته :: ولم يبق في كفّى غير التذكرِ
أقول لنفسي وهي في غشى كربة :: أقلّى فقد بانَ الحبيب أو اكثري
إذا لم يكن للأمر عندك حيلة :: ولم تجدي شيئا سوى الصبر فاصبري
فأنشد مولاها من ساعته:
فلولا قعود الدهر بي عنك لم يكن
يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري
أروح بهمّ في الفؤاد مبــــرّح
أناجـي به قلبا شديد التّفكرِ
عليك سلام الله لا قرب بيننا
ولا وصل إلاّ أن يشاء ابن معْمرِ
فقال ابن معمر: قد شئت خذها ولك المال فوالله ما كنت سببا لفرقة محبين.
|