الصيام الذي يُريده الله
قال ابن القيم :
الصائم هو الذي صامَتْ جَوارحه عن الآثام ، ولِسانه عن الكذب والفحش وقول الزور ، وبَطنه عن الطعام والشراب ، وفَرْجه عن الرَّفث ؛ فإن تكلّم لم يَتَكلَّم بِمَا يَجرح صَومه ، وإن فَعل لم يفعل ما يُفسد صومه ؛ فيَخرج كلامه كله نافعا صالحا وكذلك أعماله ، فهي بِمَنْزِلة الرائحة التي يَشمّها مَن جالَس حامِل المسك ، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته ، وأمِن فيها مِن الزور والكذب والفجور والظلم . هذا هو الصوم المشروع لا مُجرد الإمساك عن الطعام والشراب ، ففي الحديث الصحيح : " مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " ، وفي الحديث : " رُبّ صائم حَظّه مِن صيامه الجوع والعطش " .
فالصوم هو صَوم الجوارح عن الآثام ، وصَوم البطن عن الشراب والطعام ، فكما أن الطعام والشراب يَقطعه ويُفسِده ، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتُفسد ثَمرته فتُصيِّره بِمَنْزِلة مَن لم يَصُم . اهـ .
|