وتصرّم شهر رمضان ..
خَطَب عَدِيّ بن أَرْطَاة بَعْدَ انْقِضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقال :
كَأَنَّ كَبِدًا لَمْ تَظْمَأْ ، وَكَأَنَّ عَيْنًا لَمْ تَسْهَرْ ، فَقَدْ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَأُبْقِيَ الأَجْرُ ، فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَنِ الْمَقْبُولُ مِنَّا فَنُهَنِّئَهُ ، وَمَنِ الْمَرْدُودُ مِنَّا فَنُعَزِّيَهُ ؟ فَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمَقْبُولُ فَهَنِيئًا هَنِيئًا ، وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمَرْدُودُ فَجَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَكَ .
قال ابن رجب رحمه الله :
رُوي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة مِن شهر رمضان : يا ليت شعري ! مَن هذا المقبول فَنُهَنّيه ، ومَن هذا المحروم فَنُعَزّيه .
وعن ابن مسعود أنه كان يقول :
مَن هذا المقبول مِنّا فَنُهَنّيه ، ومَن هذا المحروم مِنّا فَنُعَزّيه . أيها المقبول هنيئا لك ، أيها المردود جَبَر الله مصيبتك .
ليت شعري مَن فيه يُقْبَل مِنا ... فيُهَنّا ، يا خيبة المردود
مَن تَولّى عنه بِغير قَبول ... أرغم الله أنفه بِخِزي شديد
|