12-17-2018, 02:18 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Steelblue
|
رقم العضوية : 416 |
تاريخ التسجيل : Jul 2017 |
فترة الأقامة : 2858 يوم |
أخر زيارة : 01-16-2019 (10:50 AM) |
المشاركات :
51 [
+
]
|
التقييم :
10 |
معدل التقييم :
 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
مشاعرنا الاحتياطية
تنبت في كل علاقة حب شجرة لا يراها ولا يشعر بها الأحباب. يستظلون تحتها، يمارسون الحنين، ويتلفون ساعات الانتظار حولها، وربما نقشوا فوقها ملامح العمر الآت. تحملهم الأغصان بعيدًا ويتأخر الثمر. ينقشع الليل ليجد الصباح نفسه وحيدًا أمام شجرة الحب الخاوية. وله لم يتسنه، وليل جغرافي كان قد حمل قلبان توأمان. تزحف الشمس حتى عناقيد اليباس التي تعلوها. تدفء الفراخ الباردة في زاوية من تلك الذاكرة الشجرية. ينبت غصنٌ جديد، وتسقط أوراق محفوفة بالمخاطر.
كل النقوش القديمة حددت مصير أممها، والحفريات تغيرت تاريخ الأمم التي تلتها. حتى الأحباب شاركوا في رسم معالم طرقهم، والعشاق همسوا إلى أماكن حبهم في معلقات شعرية. لكل قلبٍ مصير مختلف. ولكل عاشقٍ ذاكرته المتآمرة عليه أو المتآمر هو عليها.. نادرًا ما يقاوم الماء التراب إلا إن كان بكميّات هائلة. لأجل هذا نجد الحب بحر يسع الجميع ولكنه لا يغرق إلا من تفرعت مشاعره، وارتسمت أحلامه في موسم الرياح.
الشعور بالحب جزء مهم ولكن الأهم ما بعد هذا الشعور: كيف تترجمه؟ كيف تحميه؟ كيف تسقيه ليثمر في حضرتك لا في غيابك؟ كيف ترى نباته وشروق شمس أصيله؟.
تنبت المشاعر بحجمها الطبيعي في منطقةٍ صامتة في القلب ومن حبّه لها لا يدفقها للحواس دفعةً كاملةً .. إنما يدخر منها ويحتاط للأيام الخوالي، للذاكرة المنقوشة، والمرسومة، والمكتوبة، والمشمومة أيضًا. لا يفرط القلب في مخزونه الاحتياطي منها؛ لذلك مهما افترق العشاق تبقى نسخة احتياطية لقصتهم، لمشاعرهم، لأحلامهم ...
|