عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-14-2019, 01:54 PM
رويم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
اوسمتي
وسام ابداع بلا حدود المسابقةة الرمضانيةة الكبري وسام فعالية  شو المقدار الناقص وسام ادارية مميزة 
لوني المفضل Darkgray
 رقم العضوية : 842
 تاريخ التسجيل : Dec 2018
 فترة الأقامة : 2453 يوم
 أخر زيارة : 08-17-2021 (10:12 PM)
 الإقامة : فـٓي آلاحلام
 المشاركات : 0 [ + ]
 التقييم : 77412
 معدل التقييم : رويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond reputeرويم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

افتراضي هل الحكمة من خلق الكواكب والنجوم زينة السماء فحسب أم أن هناك حكم أخرى؟



هل الحكمة من خلق الكواكب والنجوم زينة السماء فحسب أم أن هناك حكم أخرى؟

الحمد لله
من أخطر أنواع التعاطي المعرفي مع نصوص الكتاب والسنة أن يتم إقحامها في متاهات العلوم الطبيعية ، وتفاصيل خلق الكون ، وكأن الوحي نزل ليحدث الناس عن مخلوقات الفضاء ، أو عن الكواكب السيارة في الأفلاك وما فيها من موت أو حياة !!
القرآن الكريم لم يرد بنفي الحياة على الكواكب الأخرى ، ولا بإثباتها ، ولم يرد بحصر العلة أو الحكمة من خلق الكواكب والنجوم في الجمال والزينة ، ولم يفصل الحديث عن هذه الكواكب بالقدر الذي يستدعي من السائل إشكاله .
فما ورد في الآيات الكريمة في الحديث عن النجوم والكواكب والأفلاك جاء عرضا غير مقصود بالأصالة ، سيق للدلالة على شيء من عظمة الله تعالى التي لا نحيط بها علما ، وليس لتسجيل المعلومات الخاصة بتفاصيل هذا الكون الفسيح ، من حيث أعداد الكواكب وما عليها من عجيب صنع الله عز وجل .
ولهذا فليس من محكم العلم ، ولا من الحكمة ، الجزم بنسبة مقولة خاصة للشريعة الإسلامية في شأن الحياة على الكواكب والمجرات الأخرى ، سواء بالنفي أو بالإثبات ، وما نؤمن به يقينا أن خلق الله عز وجل أعظم من أن نحيط به ، وأكبر من أن تحده أوهامنا وعقولنا .
قال عزوجل : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/68 ، وقال جل وعلا : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) الشورى/49.
وما ورد في القرآن الكريم من بعض حكم خلق النجوم ، كهداية الطريق ، وتزيين السماء ، ورجوم الشياطين ، إنما هي أمثلة ونماذج يسيرة لحكمة الله سبحانه ، وإلا فأول حكمة من هذا الخلق العظيم : الاستدلال بالنظر فيه ، ومعرفته : على عظمة الخالق جل وعلا ، والتفكر في آلائه وأنعامه ، والتبصر في كونه ، وما أودعه من حكم وعجائب ، كلها تدل على أن الله عز وجل واحد في ذاته وصفاته .
والقرآن الكريم مليء بمثل هذه الدلائل والآيات ، من ذلك قول الله سبحانه : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ) يونس/5-6.
فكل ما خلقه الله سبحانه في السماوات والأرض وما بينهما إنما خلق بالحق ، وللحق ، ولتكون آيات الله للمتقين ، وذلك أعظم دلالة على عظمة الحكمة التي خلقت لها هذه الأجرام الهائلة .
ويقول سبحانه وتعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف/54 ، فكلمة ( مسخرات ) هنا تحمل في طياتها ما لا يعد من الحكم والمنافع لخلق النجوم في فضاء الله سبحانه .
ولا فرق بين الكواكب والنجوم في الاصطلاح القرآني ، اللهم إلا ما ذكره العسكري في " الفروق اللغوية " (ص: 301): " أن الكوكب : اسم للكبير من النجوم . وكوكب كل شيء معظمه ، والنجم عام في صغيرها وكبيرها " انتهى.
فهذا الخلق العظيم ، الذي لا تدركه عقول البشر ، لا يمكن أن تحيط بجميع الحكمة من خلقه ، والاكتشافات الفلكية تتحدث عن أعداد هائلة للمجرات وأعداد لا يحيط بها العقل من النجوم ، وحينئذ ندرك أن لله عز وجل آيات في خلقه لا نعلمها ، ولكن الأمر ، كما قال سبحانه وتعالى : ( وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) النحل/8 .
وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الفتوى رقم : (225255) ، (129972).
والله أعلم .


أمل عمري

منارة الناسك , نبض الطاولة , نبض الطاولة , نبض الطاولة , فعاليات , فعاليات , حصريات , إيقاع الشعر والنثر , شرفة الذائقة , أسراب الهذيان , مدونات , حكواتي , هودج الأنثى , الرياضه , عيادة الأمل , ومضات الألبوم , همسة العدسة , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب ,





 توقيع : رويم