ككل الذين غابوا
مرّرتُ أصابعي على الغياب
فلمحت وجوهًا ما عادت تشبه الذكرى
وأصواتًا خافتة تتهجّى الحنين
وكأنها تتعلم النطق من جديد
ككل الذين غابوا
لم يأخذوك وحدك
بل أخذوا جزءًا من اسمي
ومقعدًا كان لا يجلس عليه أحد سواك
وضوءًا كان يعرف كيف يحتويني حين تتعثر العتمة
ككل الذين غابوا
جعلتني أكتبك في الزمن الماضي
وأجمعك من فتات اللحظات
كما تُجمَع الأحلام المهشّمة
من تحت وسادة قلبٍ لا ينام
ككل الذين غابوا
تركتَ الباب مواربًا
وكأنك ستعود في حلمٍ ما
أو في غيمةٍ تُمطرني بذكراك
وتنساني بعد أن تبتلّ الأرض
|