لقد خُدعنا طويلا
حين ظننا أن الاتجاه يعني الطريق
وأن الطريق يعني الوصول
وأن الوصول لا بدّ أن يكون نصرا
لكنني عرفتُ متأخرة
أن البوصلة لا تُقاس بدقتها
بل بوخزاتها الصامتة حين لا تريد أن تشير
أحيانا ترتجف الإبرة في صدري
لأنني لم أعد أريد أن أصل
صرتُ أفتّش عن راحة التيه
عن سلام الذين لا يُطاردهم اتّجاه !
وكلّما سألتني نفسي:
أين وجهتك ؟
أجبتها: وجهتي أن أتوقّف عن الركض
لقد أصبحت البوصلة عبئا
ليست دليلا بل شاهدا
على كل طريقٍ تركته خلفي
وعلى كل طريقٍ لم أجرؤ على أن أبدأه !
أنا الآن امرأة لا تحب الجهات
ولا تتبع الإبرة
بل تضعها في جيبها
وتمشي حيث تأخذها قدماها
لا قلبها ..
|