قال بعضُ السلف : ‹‹ ما أبكى العيونَ ما أبكاها الكتابُ السابق ›› .
وقال سفيانُ لبعض الصالحين : ‹‹ هل أبكاك قط علمُ الله فيك ؟ فقال له ذلك الرجل : تركني لا أفرحُ أبدًا ›› .
وكان سفيان يشتد قلقُه من السوابق والخواتم ، فكان يبكي ويقول : ‹‹ أخافُ أنْ أكونَ في أمِّ الكتاب شقيًا ›› ، ويبكي ويقول : ‹‹ أخافُ أنْ أُسلَبَ الإيمان عند الموت ›› .
وكان مالِكُ بن دينار يقوم طول ليله قابضًا على لحيته ويقول : ‹‹ يا ربِّ قـد علمتَ ساكنَ الجنةِ مِن ساكنِ النار ، ففي أىّ الدارين منزلُ مالِك ؟ ›› .
وقال حاتم الأصم : ‹‹ مَن خلا قلبُه مِن ذِكر أربعةِ أخطار فهو مُغتَرٌّ فلا يأمنُ الشقاء : - الأول : خطر يوم الميثاق حين قال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء في النار ولا أبالي ، فلا يعلمُ في أىّ الفريقين كان .. والثاني : حين خُلِقَ في ظلماتٍ ثلاث فنادى الملك بالسعادة والشقاوة ، ولا يدري أمِن الأشقياء هو أم مِن السُّعَداء ؟ .. والثالث : ذِكر هَول المَطلع ، ولا يدري أيُبشَّرُ برضا الله أو بسَخَطِهِ ؟ .. والرابع : يوم يَصدرُ الناسُ أشتاتًا ، ولا يدري أىّ الطريقين يُسلك به ›› .
وقال سهل التسترى : ‹‹ المُريدُ يخافُ أن يُبتلَى بالمعاصي ، والعارِفُ يخافُ أن يُبتلَى بالكفر ›› .
|