إطلاقات لفظ الضلال ..
قال الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " :
لفظ الضلال يُطلق في القرآن ، وفي اللغة العربية ثلاثة إطلاقات:
الإطلاق الأول :
يُطلق الضلال مرادا به الذهاب عن حقيقة الشيء ، فتقول العرب في كل مَن ذهب عن علم حقيقة شيء : ضلّ عنه ، وهذا الضلال ذهاب عن علم شيء ما، وليس مِن الضلال في الدِّين ...
والإطلاق الثاني :
وهو المشهور في اللغة ، وفي القرآن : هو إطلاق الضلال على الذهاب عن طريق الإيمان إلى الكفر ، وعن طريق الحق إلى الباطل ، وعن طريق الجنة إلى النار ، ومنه قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) .
والإطلاق الثالث :
هو إطلاق الضلال على الغيبوبة والاضمحلال ، تقول العرب : ضلّ الشيء إذا غاب واضمحل ، ومنه قولهم : ضل السمن في الطعام ، إذا غاب فيه واضمَحلّ ، ولأجل هذا سَمّت العرب الدفن في القبر إضلالا ; لأن المدفون تأكله الأرض ، فيغيب فيها ويضمَحِلّ .
ومن هذا المعنى قوله تعالى :
(وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ) الآية يَعنون : إذا دُفنوا وأكلتهم الأرض ، فَضَلّوا فيها ، أي : غابوا فيها واضمحلوا .
|