الموضوع: حديث الساعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2019, 12:33 PM   #4


الصورة الرمزية فهد بن محمد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



أخي العزيز الوجيه أبو زيد
أن كنت صاحب لي قديم بهذا المعرف فهي فرصة طيبة أن نلتقي مجددا
وأن كنت آخر فأهلا وسهلا بك وشرف لنا وجودك
وقد أجاد أخي الكريم غليص فيما ساقه من نقاط ومضامين أوافقه عليها تماما وأخي الفيصل كذلك
موضوع حديث الساعة .. كان حديث ساعة كل زمان لكنه في زماننا تسارع نتيجة التسارع
التقني والتصويري والتواصلي والجغرافي
الإشكالية قد تأتي في تساؤل موازي لتساؤلك
هل عصرنا هذا فريد عن ما سبقه الجواب نعم فالمتغيرات بلا شك كبيرة جداً
وخصوصاً في مجال التواصل والاتصال
فقد قربت هذا العالم من بعضه وصار كل حدث مرصود باللحظة والدقيقة أين ما كان
وتساؤل آخر هل دائماً سنظل نردد جيل الطيبين وكأن الخير عُدِم بعد جيل سبقنا أو جيل سبقه
فالإشكالية إذا في طبيعة العصر وسرعة تغيراته ومحاولتنا اللحاق ورصد المتغيرات التي صارت
تصب في أجهزتنا عبر وسائل ما يسمى التواصل الاجتماعي
كانت تحدث أمور سابقا لكنها تظل حبيسة مكانها في دائرة صغيرة إلا الحوادث الكبيرة جداً
فقد تتناقل عبر الرواة والرحّل والأشعار وما شابه
بنظري أن الدين بخير وهيئت له وسائل انتشار هي ذاتها التي نظنها للشر فقط
لكن ما يرسخ بمخيلتنا هي السلبيات التي ترصد ويتسابق الكل لرصدها مما جعلنا نتوهم أن الشر عمّ
ولم يبق خير موازي له لأنه قليل الانتشار والرصد
شيء آخر طغيان الحضارات وما سمي بصراع الحضارات سيظل باقي للأبد حتى يرث الله الأرض
ومن عليها فالكل يجتهد ليعمم حضارته فهو أمر وارد ومشهود سوى بنية حسنة أو نية سيئة
فمع كل هذه التغيرات بلا شك ستتغير مفاهيم معينة ومحددة لكن لن تتغير أصول وثوابت مهما حدث
وإشكالية أخرى كانت تبحث عن إجابة هل ننفتح على الآخرين أم ننغلق ولن نسلم بانغلاقنا كما قال البعض
بل قد نصبح معزولين حضاريا ً وثقافيا ً وعلميا وهي متطلبات ضرورية لمواكبة هذا العالم فعلينا الاعتراف
أننا أمة مزقتها الحروب والضياع والتخلف وكان أحد أسبابه الرئيسية مفاهيم جُعلت ديناً وهي ليست منه في شيء
وابتعدنا عن العلم واكتفينا بالنظري منه وكأننا لسنا مطالبين بالإطلاع والعلم
والله يقول سبحانه وتعالى في أول ما نزل من الوحي بكلمة اقرأ واتبعها بعلم بالقلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
فنحن أمة مطالبة بالعلم وقد سبقونا إليه وهذه حقيقة مرّة لكن علينا الاعتراف بها
فما علاقة هذا بالدين الذي ندرسه كما ذكرت لمدة أعوام كمناهج هو نفسه كما درسنا العلم ولم نتقدم فيه
فكل ما نفعله نظري وفي الكتب وللامتحان هذا ما تم ترسيخه في الأذهان مجرد نظري وحين تنظر
للتطبيق لا تجد موازي لما قرأت فشوارعنا وعلاقاتنا وقيادتنا للمركبات وتعاملنا مع الطبيعة بتنوعها
وتهافتنا على الوظائف الروتينية وحكايات إسرافنا باسم الكرم وزيجاتنا المكلفة ومحسوبياتنا القبلية
وتنابزنا بالألقاب و و و كلها ضد مفاهيم كنا نقرأ عنها أنها خاطئة لكنها سائدة إذاً هناك خلل ما
هذا أحدث فجوة بين مانتعلم وما نراه وحين انفتح العالم على بعضه بوسائل المواصلات والتواصل والأعلام
فسيحدث هذا بلا شك موجة عارمة سيتخبط فيها الكثير ولكن بالنهاية ستستقر فلا يصح إلا الصحيح
وستبقى الثوابت وأن قام البعض بتجاوزها راسخة متجذرة وقوية لدرجة قدرتها على الصمود
لأنها الحق ومن الحق أتت
بقي شيء مهم علينا فعله هو فهم متغيرات زمننا وكيف نتفاعل فيه ومعه بما لا يضيع هويتنا الوسطية
وأن يهتم كل منا بالثغرة التي يقف عليها أن لا يؤتى الأسلام من قِبله بتصرف أو جهل أو ضعف
وتفسيرنا للدين يأتي مرات ناقص التعريف فالكثير يربطه بالعبادات فقط وهي بلا أدنى شك هي الأساس
لكنها ليست هي الدين فقط فالدين المعاملة والدين حسن الخلق والدين حب الخير للمسلمين والدين عدم الغش
والدين تخفيف المهور والدين عدم التباهي والإسراف والدين النظافة والدين عدم الغيبة والدين عدم احتقار الناس
والدين إعطاء الأجير أجره والدين صلة الأرحام والدين الرفق بالصغير واحترام الكبير والدين التعامل مع الطبيعة
بما لا يفسدها والدين عدم الاحتكار للسلعة والدين المؤمنون كالجسد الواحد والدين أن تبتسم بوجه أخيك صدقة
و و و فالدين منظومة وليس فقط شيء تم ترسيخه أنه هو الدين فكم من مصلي ليس له من صلاته شيء
وكم صائم لم يؤجر وكم من حج ورفث وجادل وكم من غش ولو قام الليل وكم من ومن ومن
إذا علينا أولا تصحيح مفهوم الدين في حياتنا اليومية وليس الدين فقط في حدود مبنى أسمه مسجد أو عبادة
هذه صلاة وهي صلة بين العبد وربه وهي واجبه ومع عظم مكانتها فهي ليست كافية لتسقط البقية وهو مفهوم خاطىء
فمن لا تصحح صلاته مفاهيمه وتعامله وخلقه فما الذي بقي سوى حركة تؤدى والبعض بحكم العادة فقط
الموضوع ثري وفيه محاور عديدة وتفرعات قد يطول التطرق لها ولكن كي لا يطول الرد
أكتفي بهذا فأن كان فيه صواب فهو من الله وأن كان به خطأ فهو من نفسي والشيطان
مع التقدير


 

رد مع اقتباس