05-28-2019, 01:20 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Darkgray
|
رقم العضوية : 842 |
تاريخ التسجيل : Dec 2018 |
فترة الأقامة : 1949 يوم |
أخر زيارة : 08-17-2021 (10:12 PM) |
الإقامة : فـٓي آلاحلام |
المشاركات :
0 [
+
]
|
التقييم :
77412 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
قدوم سعد بن أبي وقاص منازل مدينة بهرسير ، وهي إحدى مدن كسرى
قدوم سعد بن أبي وقاص منازل مدينة بهرسير ، وهي إحدى مدن كسرى
بسم الله الرحمن الرحيم
ثم دخلت سنة ست عشرة
استهلت هذه السنة وسعد بن أبي وقاص منازل مدينة بهرسير ، وهي إحدى مدينتي كسرى مما يلي دجلة من الغرب ، وكان قدوم سعد إليها في ذي
الحجة من سنة خمس عشرة ، واستهلت هذه السنة وهو نازل عندها ، وقد بعث السرايا والخيول في كل وجه ، فلم يجدوا واحدا من الجند ، بل
جمعوا من الفلاحين مائة الف ، فحبسوا حتى كتب إلى عمر ما يفعل بهم ، فكتب إليه عمر : إن من كان من الفلاحين لم يعن عليكم ، وهو مقيم ببلده ،
فهو أمانه ، ومن هرب فأدركتموه فشأنكم به .
فأطلقهم سعد بعد ما دعاهم إلى الإسلام ، فأبوا إلا الجزية ، ولم يبق من غربي دجلة إلى أرض العرب أحد من الفلاحين إلا تحت الجزية والخراج .
وامتنعت بهرسير من سعد أشد الامتناع ، وقد بعث إليهم سعد سلمان [ ص: 6 ] الفارسي فدعاهم إلى الله ، عز وجل ، أو الجزية أو المقاتلة ، فأبوا
إلا المقاتلة والعصيان ، ونصبوا المجانيق والدبابات ، وأمر سعد بعمل المجانيق ، فعملت عشرون منجنيقا ، ونصبت على بهرسير ، واشتد الحصار
وكان أهل بهرسير يخرجون فيقاتلون قتالا شديدا ، ويحلفون أن لا يفروا أبدا ، فأكذبهم الله ، وهزمهم زهرة بن حوية بعد ما أصابه سهم ، وقتل بعد
مصابه به كثيرا من الفرس ، وفروا بين يديه ، ولجئوا إلى بلدهم ، فكانوا يحاصرون فيه أشد الحصار ، وقد انحصر أهل البلد حتى أكلوا الكلاب والسنانير .
وقد أشرف رجل منهم على المسلمين فقال : يقول لكم الملك : هل لكم إلى المصالحة على أن لنا ما يلينا من دجلة إلى جبلنا ولكم ما يليكم من دجلة
إلى جبلكم ، أما شبعتم ! لا أشبع الله بطونكم .
قال : فبدر الناس رجل ، يقال له : أبو مفزر الأسود بن قطبة ، فأنطقه الله بكلام لم يدر ما قال لهم، قال : فرجع الرجل ورأيناهم يقطعون من بهرسير إلى المدائن .
فقال الناس لأبي مفزر : ما قلت لهم ؟ فقال : والذي بعث محمدا بالحق ما أدري ما قلت لهم ، إلا أن علي سكينة ، وأنا [ ص: 7 ] أرجو أن أكون قد أنطقت بالذي هو خير .
وجعل الناس ينتابونه ، يسألونه عن ذلك ، وكان في من سأله سعد بن أبي وقاص ، وجاءه سعد إلى منزله فقال : يا أبا مفرز ما قلت ؟ فوالله إنهم هراب .
فحلف له أنه لا يدري ما قال .
فنادى سعد في الناس ونهد بهم إلى البلد ، والمجانيق تضرب في البلد ، فنادى رجل من البلد بالأمان فآمناه ، فقال : والله ما بالبلد أحد .
فتسور الناس السور ، فما وجدنا فيها أحدا إلا قد هربوا إلى المدائن .
وذلك في شهر صفر من هذه السنة .
فسألنا ذلك الرجل وأناسا من الأسارى فيها لأي شيء هربوا ؟ قالوا : بعث الملك إليكم يعرض عليكم الصلح ، فأجابه ذلك الرجل بأنه لا يكون بينكم وبينهم صلح أبدا ، حتى نأكل عسل أفرندين بأترج كوثى .
فقال الملك : يا ويلاه ، إن الملائكة لتتكلم على ألسنتهم ، ترد علينا وتجيبنا عن العرب .
ثم أمر الناس بالرحيل من هناك إلى المدائن فجازوا في السفن منها إليها ، وبينهما دجلة ، وهي قريبة منها جدا .
[ ص: 8 ] ولما دخل المسلمون بهرسير في الليل ، لاح لهم القصر الأبيض من المدائن وهو قصر الملك الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أنه سيفتحه الله على أمته ، وذلك قريب الصباح ، فكان أول من رآه من المسلمين ضرار بن الخطاب ، فقال : الله أكبر ، أبيض كسرى ، هذا ما وعدنا الله ورسوله . ونظر الناس إليه فتابعوا التكبير إلى الصبح .
|