عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-15-2020, 02:27 AM
مهابه غير متواجد حالياً
لوني المفضل ÝÇÑÛ
 رقم العضوية : 734
 تاريخ التسجيل : Aug 2018
 فترة الأقامة : 2065 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2022 (09:54 PM)
 المشاركات : 8,162 [ + ]
 التقييم : 55800
 معدل التقييم : مهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond reputeمهابه has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حكاية الصبي وامه المضحية



"أنا أكره أمّي، فهي بخيلة جدّاً،
اسمي غسان، عمري عشر سنوات،
ولدي أسوأ أم في العالم،
فهي لا تسمح لي بتناول الحلويات،
وتمنع عنّي المصروف للتأكد أنني لن أشتريها،
وتضع في حقيبتي بدلا من ذلك خضروات غبية وبعض الفواكه،
وكلّما حدثتني نفسها بإلقائها في القمامة توسلتني معدتي من شدة الجوع،
فآكلها على مضض وسط ضحكات زملائي، هل الشوكولاتة ضارة إلى هذه الدرجة؟
لماذا يأكلها كل الأطفال ولا يحدث لهم شيء؟
بل على العكس،
صديقي تامر يأكلها يوميا،
وهو يفوقني طولا وحجما،
أما أنا فأقصر زملائي طولا وأكثرهم هزالا، هي تكذب إذا لتوّفر المال!
أنا متأكد من أنّها تكرهني،
وإلّا لأقامت لي حفل ميلاد كأصدقائي
أو سمحت لي بالذهاب إلى حفل تامر.
لكنّها رفضت كالعادة وللسبب المعتاد
"لا يوجد في هذه الحفلات سوى الحلويات المضرّة والعصائر "،
كما أنّها تمنعني من السباحة والمشي
على الشاطئ حافي القدمين
وحجتها في ذلك تلوّث الرمال والبحر.

لقد كرهت حياتي خاصة بعد حديث تامر عن لذة كعكة الكريما بالأناناس التي اشترتها له أمه،
ورجوته قائلا: "أريد أن تحضر لي قطعة كبيرة من الكعكة"...
تامر كان محبّاً للمغامرة،
وافق أن يحضرها لي مع العصير أيضا...
بعد ربع ساعة كنت بانتظاره هناك،
وأنا أذرع الساحة ذهابا وإيابا،
إلى أن أطلّ أخيرا وبيده العلبة التي تحمل أغلى أمنياتي، قال لي" هيا كل بسرعة."
أما أنا فلم أكن مستعجلا أبدا،
بل أردت إطالة اللحظة والإستمتاع بها.

أخذت القضمة الأولى،
شعرت بإضطراب في قلبي وبنشوة عارمة كأنني أركب قطار الموت الشهير في مدينة الألعاب،
أخذت من يده شراب التوت ثم أتيت على ما فيها بلحظات،
وبعد أن أنهيت وجبتي السرية،
شعرت بدوارٍ شديد وبدأت بالتقيّؤ،
شعرت بخوفٍ شديد وصرخت بتامر:"
هل وضعت لي سمّا في الكعكة؟"
ثم أغمى علي.
استيقظت في مكانٍ باردٍ،
نظرت من حولي لأجد نفسي في سرير وسط غرفة باردة،
تملؤها أجهزة غريبة تصدر أصواتا مزعجة، مكبلا بالعديد من الأنابيب،
تقدمت نحوي إمرأة قالت لي:"
..أنا ممرضتك، سأنادي أمك حالا."
دخلت أمي مهرولة وهي تحمد الله على سلامتي،
توقعت أن تكون غاضبة مني لأنّني عصيتها، اعتذرت منها وقلت لها أن الله عاقبني، لكنّني فوجئت بها وهي تعتذر مني.
قالت بأنني مصاب بالسكري
منذ كان عمري عامين،
وهي أخفت عني الأمر كي لا أشعر بالنقص أمام زملائي،
وأنها كانت تحرمني الحلوة بسبب ذلك، وعندما أكلت هذه الكمية الكبيرة من السكر دفعة واحدة،
أصبت بحموضةٍ في الدم، أليس هذا مضحكا؟
كيف يصبح الدم حامضا من كثرة السكر؟
كما أنها منعتني من الشاطئ كي لا أجرح قدمي فتلتهب، فيضطر الأطباء الى بترها.

قالت لي مبتسمة:" أنت حلو جدا في الأصل، لا تحتاج الى السكر."

أحبّ أمي كثيرا، وهي أجمل أم في العالم، هي لم تأكل الحلويات منذ إصابتي بالسكري، تبقى الأرض نظيفة خوفا علي، كما خصصت لي حذاء للمنزل حماية لقدمي، وواقيات للمرفقين والركبتين إذا خرجت للعب.
أمي رائعة، تستيقظ كلّ ليلة لتقيس لي نسبة السكر وتعطيني دوائي،
أمي حياة، لولاها لما بقيت حيّا لليوم."


رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
رب اسكنها فسيح جنانك واجعلها في اعلى علييين ووالدي وجميع المسلمين الاحياء منهم والأموات.....

دمتم بعافية
الموضوع الأصلي: حكاية الصبي وامه المضحية || الكاتب: مهابه || المصدر: منتديات أمل عمري

أمل عمري

منارة الناسك , نبض الطاولة , نبض الطاولة , نبض الطاولة , فعاليات , فعاليات , حصريات , إيقاع الشعر والنثر , شرفة الذائقة , أسراب الهذيان , مدونات , حكواتي , هودج الأنثى , الرياضه , عيادة الأمل , ومضات الألبوم , همسة العدسة , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب ,





 توقيع : مهابه