الحرف ليس خضاب أوراق فقد يكون رماحها
ومخضّبها بحبر أزرق خارجياً لكنه ملتهباً بهيئته
والكتابة ليست رقصة عابرة على ورقة مهملة فقد تكون
رقصة الحرب أو رقصة الفرح أو رقصة الحزن أو رقصة
الإبداع أو أو وتستمر قائمة الرقصات الكتابية
وتعريفها بالرقصة ليس توصيفا ً طارئاً بل هي كذلك
فالرقصة تعتمد على الرتم وعلى حركاتها التعبيرية
والتي تظهر في كل حركاتها ,وهنا في كل كلماتها و رتم كتابتها
الكتابة لحظة انفجار لغيمة أو لبركان أو لفقاعة فالانفجارات تتعدد
بتعدد المصدر وتعدد الناتج
الكتابة رصد دقيق لحالة معينة تكتب بطريقة غير معدة مسبقاً
لكن الرصد كان حاضراً فهي فقط تحتاج للحظة بدء
الكتابة ليست تداخل خطوط مفردات ببعضها البعض لتعبئة
فراغ زماني ومكاني لننتهي بورقة ولحظة مليئة بشيء ما
بل هي تكوين وطرق ونار لتشكيل هذه المنحوتة الكتابية
لتخرج بالنهاية كقطعة تشدك للتأمل في تفاصيل سبكها وحبكها
وهنا فقط نستشعر معك حركة القلم وثبات الورقة وصمود المفردة
لتشكيل هذا المعنى المستخرج من عميق بحاره ومن روائع محاره
مقياسنا للحكم على عقد من اللؤلؤ نظمه وتلألؤه ولونه الأخاذ
فالعين هنا تسجل هذا الانطباع لنستوعبه بأدواتنا الجمالية
والكتابة مقياسنا فيها ما تحدثه من رعشة داخلية وما تعكسه لنا
من مشهد ومعنى يتعدى مجال البصر إلى مجال التبصّر
وهذا الحدث هو مقياسنا لما نقرأ
وحين تكتب نوميديا كنوميديا نميزه من بين كل كتاباتها
ولو شهدت كل الأقلام أنها لا تعلم شيئاً لأقسمنا أننا نعلم
الكتابة بصمة كبصمة الإبهام لا مجال لتقليدها أو تغييرها
وحين تكتب نوميديا ببصمتها الحقيقية لا مجال لنا إلا
أن نبصم بالعشر أنه شيء مختلف وشيء يجب أن نقرأه بعناية
كل التقدير
|