ننتظر تسجيلك هـنـا

مجلة امل عمرى الاصدار الثانى لعام 2020
عدد مرات النقر : 2,536
عدد  مرات الظهور : 90,292,977
مركز رفع منتدى امل عمري
عدد مرات النقر : 3,059
عدد  مرات الظهور : 90,293,054
تقسيط بطاقات سوا بكل الفئات
عدد مرات النقر : 908
عدد  مرات الظهور : 72,335,531
منتديات أمل عمري الأدبية ترحب بكم  .. كلمة الإدارة


الإهداءات



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2018, 04:53 PM   #11


الصورة الرمزية ..عبدالعزيز..
..عبدالعزيز.. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 668
 تاريخ التسجيل :  Apr 2018
 أخر زيارة : يوم أمس (09:14 PM)
 المشاركات : 1,206 [ + ]
 التقييم :  29452
لوني المفضل : ÝÇÑÛ
افتراضي






قصة مجنون ليلى التي بكيتُ منها طويلاً منقولة من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني :
يقول شيخ من بني مرة خرجت إلى أرض بني عامر لألقى المجنون فدللت على محلته فأتيتها فإذا أبوه شيخ كبير وإخوة له رجال وإذا نعم كثير وخير ظاهر فسألتهم عنه فاستعبروا جميعا وقال الشيخ والله لهو آثر في نفسي من هؤلاء وأحبهم إلي وإنه هوي امرأة من قومه والله ما كانت تطمع في مثله فلما أن فشا أمره وأمرها كره أبوها أن يزوجها منه بعد ظهور الخبر فزوجها من غيره فذهب عقل ابني ولحقه خبل وهام في الفيافي وجداً عليها فحبسناه وقيدناه فجعل يعض لسانه وشفتيه حتى خفنا عليه أن يقطعها فخلينا سبيله فهو يهيم في هذه الفيافي مع الوحوش ويذهب إليه كل يوم بطعامه فيوضع له حيث يراه فإذا تنحوا عنه جاء فأكل منه .
قال الشيخ فسألتهم أن يدلوني عليه فدلوني على فتى من الحي كان صديقا له وقالوا إنه لا يأنس إلا به ولا يأخذ أشعاره عنه غيره فأتيته فسألته أن يدلني عليه .
فقال : إن كنت تريد شعره فكل شعر إلى أمس عندي وأنا ذاهب إليه غداً فإن كان قال شيئا أتيتك به .
فقلت : بل أريد أن تدلني عليه لآتيه .
فقال لي : إنه إن نفر منك نفر مني فيذهب شعره .
فأبيت إلا أن يدلني عليه فقال : اطلبه في هذه الصحارى فإذا رأيته فادن منه مستأنساً ولا تره أنك تهابه فإنه يتهددك ويتوعدك أن يرميك بشيء فلا يروعنك واجلس صارفا بصرك عنه والحظه أحيانا فإذا رأيته قد سكن من نفاره فأنشده شعرا غزلا وإن كنت تروي من شعر قيس بن ذريح شيئا فأنشده إياه فإنه معجب به .
يقول الشيخ فخرجت فطلبته يومي إلى العصر فوجدته جالساً على رمل قد خط فيه بأصبعه خطوطا فدنوت منه غير منقبض فنفر مني نفور الوحش من الإنس وإلى جانبه أحجار فتناول حجراً فأعرضت عنه فمكث ساعة كأنه نافر يريد القيام فلما طال جلوسي سكن وأقبل يخط بأصبعه فأقبلت عليه وقلت أحسن والله قيس بن ذريح حيث يقول :

ألا يا غرابَ البينِ ويحك نبِّني
بعلمك في لبُنى وأنت خبيـرُ

فإن أنتَ لم تُخبِر بشيءٍ علمته
فلا طِرْتَ إلا والجنـاحُ كسيُـرُ

ودُرْتَ بأعداد حبيبُك فيهـمُ
كما قد تَراني بالحبيب أَدورُ

فأقبل علي وهو يبكي فقال : أحسن والله وأنا أحسن منه قولاً حيث أقول :

كأنّ القلبَ ليلةَ قِيلَ يُغْدَى
بليلى العامريَّـةِ أو يُـراحُ

قطاةٌ عزّها شَـرَكٌ فباتـتْ
تُجاذِبه وقد عَلِـقَ الجنـاحُ

فأمسكت عنه هنيهة ثم أقبلت عليه فقلت : وأحسن والله قيس بن ذريح حيث يقول :

وإني لَمُفْنٍ دمـعَ عَيْنَـيَّ بالبكـا
حِذَاراً لِمَا قد كان أو هو كائـنُ

وقالوا غداً أو بعـد ذاكَ بليلـةٍ
فراقُ حبيبٍ لم يَبِن وهـو بائـنُ

وما كنتُ أخشى أن تكونَ مَنِيّتِي
بكفّيكِ إلا أن مَنْ حَـانَ حَائِـنُ

قال فبكى والله حتى ظننت أن نفسه قد فاضت وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه ثم قال أحسن لعمر الله وأنا والله أشعر منه حيث أقول :

وأدْنيتِني حتى إذا ما سَبَيتِني
بقولٍ يُحِلُ العُصْمَ سَهْلَ الأباطِـحِ

تناءيْتِ عنّي حِينَ لا لِيَ حيلـةٌ
وخلّفتِ ما خلّفتِ بين الجوانـحِ

ثم سنحت له ظبية فوثب يعدو خلفها حتى غاب عني وانصرفت وعدت من غد فطلبته فلم أجده وجاءت امرأة كانت تصنع له طعامه إلى الطعام فوجدته بحاله فلما كان في اليوم الثالث غدوت وجاء أهله معي فطلبناه يومنا فلم نجده وغدونا في اليوم الرابع نستقري أثره حتى وجدناه في واد كثير الحجارة خشن وهو ميت بين تلك الحجارة فبينما هم يقلبونه إذ وجدوا خرقة مكتوب فيها :

أَلاَ أيها الشيخُ الذي ما بنا يرضَى
شَقِيتَ ولا هُنِّيتَ من عَيشِكَ الغَضّا

شَقِيَت كمـا أشقيتَنـي وتركتَنـي
أهِيمُ مع الهُلاّكِ لا أَطْعَمُ الغَمْضَـا

كأنّ فؤادي فـي مخالـب طائـرٍ
إذا ذُكِرَتْ ليلَى يَشُدّ بهـا قَبْضَـا

كأن فِجاجَ الأرضِ حَلْقَـةٌ خاتَـمٍ
عليّ فما تزدادُ طُولاً ولا عَرْضـا

فاحتمله أهله فغسلوه وكفنوه ودفنوه فلم تبق فتاة من بني جعدة ولا بني الحريش إلا خرجت حاسرة صارخة عليه تندبه واجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وينشجون عليه أشد نشيج وحضرهم حي ليلى معزين وأبوها معهم فكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وجعل يقول : ما علمنا أن الأمر يبلغ كل هذا ولكني كنت امرأ عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثة ما يخافه مثلي فزوجتها وخرجت عن يدي ولو علمت أن أمره يجري على هذا ما أخرجتها عن يده ولا احتملت ما كان علي في ذلك قال فما رئي يوم كان أكثر باكية وباكيا على ميت من يومئذ .


 
 توقيع : ..عبدالعزيز..



جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا .


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تـــبــاريـــح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education