![]() |
#11 |
![]() ![]() |
![]() يَتَحَدَّثُ حديثَ عَييِّ ، ويَخَالُ نفْسَهُ سحبان وائل ، أو عبدالحميد ، أو ابن العميد –حتى لم يبق إلا أن يقول : أنا الواحدُ الأحد- ، مع ضآلة قدره ، وتفاهة أمره ، ومع هذا فهذا شأنه ! ولكن أن يجرؤ على الولوج إلى غيل الهزبر ، وسلاحه ساق قمحة ، فهذا الحمقُ ، وضعف التدبير ، فليحذرْ سورة الهزبر وصولته ، فالكلب كثيرُ النباح ، وبحجرٍ تخرسه ، أما الهزبرُ فبزأرةٍ منه تَسْلَحُ في ثيابكَ ، وربما غُشيَ عليك من شدَّةِ الخَوْفِ ! أيها الطفلُ : تجاوزتَ حدَّكَ ، وصعَّرْتَ خدَّك ! والذي جعلني أصمتُ عنكَ طويلاً ، أن أَلْيَتَكَ ألهبها طولُ بقاء حفَّاظتها ، فلذلكَ عَجيْجُكَ هذا من شِدَّةِ الأَلَمِ ! يروى أن دَرْصَاً وصُرَداً ، رأيا ظلهما ، فخالا نفسيهما دَغْفَلاً ونسراً ، فأخرج الدَّرْصُ لسانه ليكتمل ما خاله ، وفرد الصردُ جناحه ، وهاجما هزبراً ، فضغمهما أثناء تمطيه بلقمة ، وراحا ضحية جهلهما لقدرهما وقدر غيرهما ! أيها الطفل : إذا بلغتَ ما بلغتُهُ –بعد بضع مئاتٍ من السنين- فاشتد ساعدك ، وصلبتْ قناتك ، فصَرُمَ سَيْفُكَ ، ونَفَذَ رُمْحُكَ ، وشَكَّ سَهْمُكَ ، في تلك الساعة سأنظرُ إليكَ نظرة القِرْنِ للقِرْنِ ، والنِّدِّ للنِّدِّ ، وأمتطي الأدْهَمَ –اعترافاً بندِّيَتِكَ-، ونلتقي في ساحة الميدان ! أما وأنتَ على هذه الحال فسأداعبكَ مداعبة الطفل ، وأضحكُ معكَ ضحكي معه ، ثم أصرفكَ ! |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
تـــبــاريـــح |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|