لُغة القرآن .. إلى أين ..؟!

السلام عليكم ورحمة اللهِ تعالَى وبركاته ..

الصلاة والسّلام على اشرف المرسلين وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين و الحمد لله الذي مَكن العربان من لُذّةِ اللُغةِ و البَيان و سَددَ نطقها للأذوَاق السَّليمه و جعلَ منها روضة الأدباء تَلهجُ بها الألسن القويمَه وتستقيمُ بها الفطر ووسيلةً للتواصل بين البَشر منذُ أن هُذبت الخليقه وأشْهدُ أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له خالقُ الانسان والحيوان مصلح اللِّسان جابر العقل و البنان وصلى الله على نبينا محمد عَدد ما نَبسَ إنس وجَان وعلَى آلِه وصحبه ذوي المناقِب الحِسان ومن تبع منهجهم خلقا ظاهرا وباطنا وسلك فيِ حَياتهِ سبيل الأمنِ و الإيمان .. إخوتي أخواتيِ في الله المقدمة أعلاه لم تكتب إعتباطا أبدا بل لِأتحدى بها كلّ من يخالف قولي حين أقول انّ
كل لغات العالم تبقى رموز أو عبارات صغيرة قاصرة عَن صنع السّحر
إلا ضادنا كلما توسعت افكارنا بان نورها واتسع الأفق بِشهادة الغربِ قبل العرب ..


كيفَ ذَلكَ .. ؟ !

لِمن سأل ..


نَقول أليست هِيَ من تجعلكَ تفهمُ معنَى الحريه حينَ التَّمكُّن منها و مِن بَيانِها فتتخطّى كلّ الحُدود وَ تخُطَّ بتمعُّن و تفنُّن و دُون قُيود حينَ تختارُ من حدائقهاَ حلوَ الكلمِ و أبلغَه فتتذوَّق رحيقَ حروفها الفوَّاحة مُنتعشاً بنسيمِ الحركات .. لِمن يلجُ خباياهاَ شَهدٌ هي حينَ النطقِ بهاَ و سَلطنةُ طربٍ حينَ وقوعها على أسماعناَ ..انا لا أنكر سطوة اللغاتِ الأخرى و لا يختلفُ عاقلانِ على كونِ اللغتين الإنجليزيَّة و الفرنسيَّة لغتي العصر و هذا راجعٌ لقوَّة أهلِ اللغتين و ضعفِ أهلِ لسانِ الضاد .. لَقد هَجرنا لُغتنا وانكرنا عَنّا أصالتنا فأصبح من يتحدث العربية خارج الوطن متخلف وارتبط التحضر ببضعِ كلمات أجنبية .. !!


قَال رافِع لِواء الضّاد عاليا والمناديِ بنهضتها
حليم دموس :

لُغةٌ إذا وقَعَتْ على أسماعِنا ،، كانَتْ لنا بَرْدًا على الأكبادِ
ستَظّلُّ رابطةً تُؤلِّف بينَنــــا ،، فهي الرَّجاءُ لناطق بالضادِ

لُغتنا كَالسحرِ بل هيَ السحرُ ذاته مزيجٌ بينَ السَّلاسةِ و البساطه و كثيرٍ منْ قوَّة المعاني و صَلابةِ المبانيِ خفيفَةٌ على اللِّسانِ وقع زَخرفها شديدٌ على نفسِ الإنسانِ


قآل جَلّ علاه فيِ مُحكم التّنزيل
(ولقَدْ يَسَّرْنَا القُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ)
سورة القمر 17


لغةُ الكتاب و لغةُ الرَّسول صلى الله عليهِ و سلَّم التي بلَّغ بها الرساله لغةَ الحَقِ ولغةُ أهلِ الجنَّة التي تكلَّم بها آدم وَ هو فيها لأوِِّل مره ..
تتجه نَحو الإنحدآر والانقراض وفق آخر الدّراسات لمُنظمةِ اليونسكو حيث أنها إنحصرت في المَساجد فقط .. بل و أُفرغت من محتواها فأصبحت بَاهِتة و سطحية وإقتصرت عَلى الشعر وَ الغراميات .. فغابت عَن سَاحاتناَ المَقامات وَ فنون الخِطابة وغُيِبت فصول كَثيرة من إرثنا اللُّغويِ هذا التحذير دفع بالملك سلطان بن عبد العزيز وقتها بالتبرع ب ثلاث ملايين ونصف المليون دولار لِصندوق اللُغةِ العربية لخِدمة اللغة وتفعيل دور الترجمةِ في المحافل الدولية ..


فإلى أين نهويِ وتهوي
مقومات أمة ملأت الدنيا عزا أما آن الاوان لعودة الأمور إلى نِصابها
و قطع شرايين الإنسلاخ الجذري من الهَوية والثوابت ..




بقلم ..
نوميديا مختار بن يحي

الموضوع الأصلي: لُغة القرآن .. إلى أين ..؟! || الكاتب: نُوميديا || المصدر: منتديات أمل عمري

www.a-3amry.com

أمل عمري

منارة الناسك , نبض الطاولة , نبض الطاولة , نبض الطاولة , فعاليات , فعاليات , حصريات , إيقاع الشعر والنثر , شرفة الذائقة , أسراب الهذيان , مدونات , حكواتي , هودج الأنثى , الرياضه , عيادة الأمل , ومضات الألبوم , همسة العدسة , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب ,