|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() قد علمتَ يا أخي أبا خالد علم يقين أن مرد الدنيا إلى زوال ونعيمها في اضمحلال فبحثتَ عن نعيم لا يزول ولذة لا تنقطع فلم تجدهما إلا في جوار أرحم الراحمين فنزعتَ عنكَ لباس الخنوع ومزقتَ رداء الوهن وانتفضتَ انتفاضة الهزبر فغذذتَ السير وحثثتَ الخطى لتحقيق أمنيتكَ الكبرى في رضا الله في ساحات الوغى وأنتَ في الحادية والعشرين من العمر غير آسف على نعيم يزول ولذة تنقطع واستقبلتَ رصاص الأعداء بصدر مكشوف وقلب متلهف إلى جوار الله وعندما استعمر الحنين قلبك إلى جوار ربك خرجتَ أنتَ وثلاثة من رفاقك وقبل خروجكَ شم أحدهم منكَ رائحة المسك فعلم أن خروجك بلا أوبة وهجمتم على أحد معاقل العدو فجندلتم من جندلتم ورحلتَ أنت وأحد الذين معك إلى حيث النعيم الأبدي بإذن الله فلترو شجرة الإسلام من دمائك ودماء الشهداء الزكية لتورق أفانينها وتبسق أغصانها فجسدكَ الطاهر لم يسقط على الأرض بل تلقفته أحضان الحور بلهفة وشوق بإذن الله وروحكَ الطاهرة التي هجرتْ نعيم الدنيا وملذاتها صعدتْ إلى من اشتراها ليوفيها الثمن فطوبى لك بإذن الله أنتَ ومن اصطفاهم الله إلى جواره . نحن يا أخي ما زلنا على ما كنا عليه من الركون للدنيا والانغماس بملذاتها وكأننا خالدين مخلدون فيها أبد الآبدين وأبطال الركب يتهاوون واحداً إثر واحد ويلحقون بركب محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وحمزة وخالد رضي الله عنهم وغيرهم من أبطال الإسلام واليوم هاهو أحد أبناء الركب ابن عمك الشاب عاصم خاض بحر الردى وقارع المنايا ونازل الخطوب غير هياب ولا وجل حاملاً روحه على كفه مؤثراً رضا الله على متع الدنيا أجمع حتى لحق بركب الشهداء نحسبه كذلك والله حسيبه فهنيئاً له والله ما وعد به من الأجر الكبير والمثوبة العظيمة . لترقد يا ابن العم في قبركَ وحيداً تلتحف التراب وتسامر الظلمة لا حبيب يبدد وحشتك ولا قريب يؤنس وحدتك كحال أخي عبدالله بل الله بالرحمة ثراه لا يجتاز بكما قريب يسلم عليكما ولا يقف بجانب قبريكما حبيب يدعو لكما . أحباب قلبي قد والله شاخ قلمي وضعف قلبي عن الاحتمال فمن أب إلى أخ إلى قريب إلى أحباء اختطفتهم يد الردى فأشجتني وأنهكتٍْ جسدي وعجلتْ بشيخوخة قلبي . ![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . |
![]() |
#2 |
![]() ![]() |
![]() كم تمنيت لو نفد الحبر وانتهى الورق واحترقت آلات التصوير وأصيب المؤرخون بالفتور كي لا يصوَّر ذلنا ولا يؤرَّخ ضعفنا وعجزنا وهواننا على الأمم وإخلادنا للراحة وصممنا عن تلبية نداء إخوتنا وأخواتنا الذين بحت أصواتهم بالنداء والاستغاثة . يا للأسف بل يا للخجل فنحن ما زلنا نندب ماضينا ونبكي أمجادنا على أطلال القادسية واليرموك وحطين ولم نفعل شيئاً فلا تنادوا يا إخوة الدين خالداً وأبا حفص وحمزة وسعد والقعقاع بل نادوا سعاداً وميرا وريما فتلك الأسماء ولى زمانها مع أولئك الأشاوس وعقمت أرحام النساء عن إنجاب أمثالهم وماتت النخوة والحمية في قلوبنا وحشي إهاب الكثير منا جبناً وهلعاً ونسينا قول الحق تبارك وتعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) . (النصر قادم لا محالة والعزة للإسلام والمسلمين) هذا ما نعلل به أنفسنا فأخلدنا للراحة وصممنا آذاننا عن نداءات استغاثة إخوتنا وأخواتنا في أصقاع المعمورة فلم تعد قلوبنا تتألم لمناظر المآسي فنطعم ونشرب وشاشات التلفاز تعرض ما يتعرضون له من قتل وتشريد فتزيد عندنا الشهية للطعام والمتعة واللذة في مذاقه فلا تنادونا يا إخوة العقيدة فعبراتكم ودماؤكم تذكرنا بألوان المشارب فنسارع إليها وأصوات الرصاص التي تخترق أجسادكم تجعلنا نشتاق للمزامير فنشنف سمعنا بها وصور الأعداء الذين ينكّلون بكم تذهب بخيالنا إلى طبيعة بلادهم الخلابة فنحجز للسفر إليها باذلين في ذلك المال الذي يزيد به أساكم وألمكم فشكراً لمآسيكم على ما ذكرتنا به من متع وملذات . اللهم يا حي يا قيوم يا ذا العزة والجبروت أقر عيوننا واشف بلابل قلوبنا بنصر عاجل للإسلام والمسلمين في كل مكان . اللهم إنا نسألك أن ترينا بأعدائك وأعدائنا يوماً كيوم القيامة يشيب فيه الولدان وتذهل الأمهات عن أولادهن اللهم اشدد عليهم وطأتك وأنزل عليهم نقمتك وارفع عنهم رحمتك وعافيتك . اللهم إنا نسألك متعة لعيوننا برؤيتهم وهم يتراكضون يمنة ويسرة بعيون زائغة وأدمع واكفة وقلوب بلغت الحناجر من الرعب الشديد وطرباً لآذاننا بعويل ونواح نسائهم على أزواجهن وبكاء أطفالهم على آبائهم وأنين جرحاهم من الألم وتضوُّر مشرديهم من الجوع والعطش وبهجةً لقلوبنا بمناظر أشلاء قتلاهم الذين حل بهم بأسك وغضبك الذي لا يرد عن القوم المجرمين . |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() |
![]() انتقل إلى رحمة الله أخي العزيز خالد المطلق رحمه الله فكانتْ هذه الخاطرة التي كتبتْ على عجالة في لحظة شجنٍ شديدةٍ : عرفتُ أخي وصديقي خالداً رحمه الله في أحد المنتديات وكنتُ حريصاً على رؤيته وعندما رأيته ازددتُ إعجاباً بأخلاقه وصفاته النادرة في هذا الزمن . التقيتُ به أول مرة في أحد مقاهي القهوة في إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان عام 1438هــ , أتيتُ قبيل الموعد بقليل وعندما أتى التفتَ يمنة ويسرة ثم اتصل فرددتُ عليه فنظر إلي ثم ابتسم وأقبل وسلم ثم جلس فسألته عن سبب كثرة التفاته فقال : كنتُ أبحث عن شيخٍ أنزع أشيب يرتدي نظارات . عجبتُ وسألته من هذا الشخص ؟ فابتسم رحمه الله وقال : خلتُك بهذه الصفات ولم أظن أني سأرى شابّاً في منتصف عقده الثالث . تحدثنا وتندرنا وطال بنا الحديث كاشفاً لي عن رجاحة عقله وسعة ثقافته ومعرفته بالناس . رأيته بعدها مرتين آخرها في شهر شوال ولم يدر بخلدي أن هذه آخر مرة أراه بها في هذه الدنيا الفانية فرحمه الله وغفر له . هكذا يرحل الأحباب دون سابق إنذار مخلفين بقلوب أحبابهم أُتناً لا يخبو سعيرها فارحل أيها التقي نقي السريرة ميمون النقيبة محمود السيرة مرضي الصحبة مبكي الرحيل مفقود المكان باقي الذكر . ارحل أيها التقي النقي وخلِّف في قلوب أحبابك لوعة تُمزق نياط قلوبهم وتُفيض مدامع عيونهم وتَبعث أنينهم وخنينهم وتَرفع أكفهم إلى الرحمن الرحيم تسأله لك العفو والغفران وأعالي الجنان فرضي الله عنك وأسكنك الفردوس الأعلى وآمنك يوم الفزع الأكبر وأعطاك كتابك بيمينك ورزق أهلك وأحبابك الصبر والسلوان فالخطب جلل والفقد عظيم . اللهم يا رحمن يا رحيم اغفر لأخي خالد وأنزل عليه من شآبيب رحمتك ما ينال بها رضاك وترفعه بها مع الصالحين . اللهم لقِّه الأمن والبشرى والكرامة والزلفى وأفسح له في قبره مد نظره واجعله روضة من رياض الجنة يا رحمن . |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() |
![]()
أجدُ فتوراً وعزوفاً عن الكتابة ، ورغبة شديدة للإخلاد للدعة والراحة بعد هذه الرحلة المضنية التي قاربت الثلاثين عاماً .
|
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() |
![]()
قبل أن ينفخ الشيطان في مناخركم تذكروا ما ملئتْ به أجسادكم من درن .
|
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() |
![]() اجترأ أحد من أوكلتْ إليه مهمة الإدارة في أحد المنتديات وطال واستطال وكأن بيده الجنة والنار (ولا غرو في تيهه فأسياده الأوائل بلغ بهم الصلف والجهل والنزق أن قالوا : (ربنا باعد بين أسفارنا) . حذف عدة مشاركات لي وأرسل يُرعد ويُزبد مُعتدَّاً باللون الأحمر الذي يلوذ خلفه فتهكمتُ به وسخرتُ منه فأوقف عضويتي فكانت هذه : يا صاحب الحول والصول والطول , يا صاحب المقام الأعظم والقدر الأجل , ارأف بالضعيف الكسير الذي لا حول له ولا قوة أمام عظم هيبتك وشدة صولتك , انظر إلي بعين العطف والرحمة (فإني أرجو أن تُدركني رحمة الله في ذلك) ولا تؤاخذني بما بدر مني فما هو إلا هوجٌ ونكرانٌ لجميلك وأنت السيد المتفضِّل المنعم صاحب الأيادي البيضاء التي لو أفنيتُ عمري في خدمتكَ لم أَفِ بعضها . اخسأ رقيع فليس كفؤك غير مايجري من الأعفاج والأمعاء أتخالني ممن يستخذي لكل هازئ ويستمرئ الذل ويتَّضع لكل صافع ؟ رغم أنفك وخاب أملك وخبا سعدك , أتروم خسفي وتريد إذلالي ولم يُعهد خنوع النمر لهر , وذعر الهزبر من فأر , وخشية الذئب من حملٍ لا يجيد إلا الثغاء والاختباء خلف سياج الحظيرة . أن تُخفي رأسك كما تفعل النعامة وتلوذ خلف اللون الأحمر وأزرار لوحة التحكم فهذا العجز عن قرع الحجة بالحجة , والخور عن الكر والفر في حلبة القلم فشتان بين من سلاحه مداده وبين من سلاحه لونٌ يعتصم به عند احتدام الأمر , ولكن اللون الذي اعتصمتَ به ولذتَ يليق بك جدَّاً لأنه اللون المفضَّل لدى الفئة التي تلهث خلفها . أيها الرقيع اجمع جميع أشياعك وأتباعك وسأُنْظركم سنةً كاملةً فأديروا قداح فكركم فيما تريدون قوله وإذا انتهيتم هلموا بقضكم وقضيضكم ولفكم ولفيفكم وإذا وقفتم أمامي سأسكب كوباً من الشاي وأنصتُ لكم وسأخرسكم قبل انتهائي من احتسائه وأردكم على أعقابكم أذلة صاغرين لأنكم لستم من أندادي في حلبة القلم . أخيراً : أيها الصرد عندما تلج غيل الهزبر كن على حذر كي لا يضغمكَ أثناء تمطِّيه لأنك أتفه وأحقر من أن يفتح فمه من أجلك . |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() |
![]()
رباه وفقه وأسعده ، واجعل السعادة لا تبرح قلبه ، واجعل التوفيق حليفه أينما ذهب .
يا صاحب التقاييم التي تبعث بقلبي الأنس والسرور دعواتي لك بسعادةٍ غامرةٍ تغمر القلب ولا تبرحه مدى العمر (ممتنٌّ ، ممتنٌّ ، ممتنٌّ) . |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() |
![]() قد علمتَ يا أخي أبا خالد علم يقين أن مرد الدنيا إلى زوال ونعيمها في اضمحلال فبحثتَ عن نعيم لا يزول ولذة لا تنقطع فلم تجدهما إلا في جوار أرحم الراحمين فنزعتَ عنكَ لباس الخنوع ومزقتَ رداء الوهن وانتفضتَ انتفاضة الهزبر فغذذتَ السير وحثثتَ الخطى لتحقيق أمنيتكَ الكبرى في رضا الله في ساحات الوغى وأنتَ في الحادية والعشرين من العمر غير آسف على نعيم يزول ولذة تنقطع واستقبلتَ رصاص الأعداء بصدر مكشوف وقلب متلهف إلى جوار الله وعندما استعمر الحنين قلبك إلى جوار ربك خرجتَ أنتَ وثلاثة من رفاقك وقبل خروجكَ شم أحدهم منكَ رائحة المسك فعلم أن خروجك بلا أوبة وهجمتم على أحد معاقل العدو فجندلتم من جندلتم ورحلتَ أنت وأحد الذين معك إلى حيث النعيم الأبدي بإذن الله فلترو شجرة الإسلام من دمائك ودماء الشهداء الزكية لتورق أفانينها وتبسق أغصانها فجسدكَ الطاهر لم يسقط على الأرض بل تلقفته أحضان الحور بلهفة وشوق بإذن الله وروحكَ الطاهرة التي هجرتْ نعيم الدنيا وملذاتها صعدتْ إلى من اشتراها ليوفيها الثمن فطوبى لك بإذن الله أنتَ ومن اصطفاهم الله إلى جواره . نحن يا أخي ما زلنا على ما كنا عليه من الركون للدنيا والانغماس بملذاتها وكأننا خالدين مخلدون فيها أبد الآبدين وأبطال الركب يتهاوون واحداً إثر واحد ويلحقون بركب محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وحمزة وخالد رضي الله عنهم وغيرهم من أبطال الإسلام واليوم هاهو أحد أبناء الركب ابن عمك الشاب عاصم خاض بحر الردى وقارع المنايا ونازل الخطوب غير هياب ولا وجل حاملاً روحه على كفه مؤثراً رضا الله على متع الدنيا أجمع حتى لحق بركب الشهداء نحسبه كذلك والله حسيبه فهنيئاً له والله ما وعد به من الأجر الكبير والمثوبة العظيمة . لترقد يا ابن العم في قبركَ وحيداً تلتحف التراب وتسامر الظلمة لا حبيب يبدد وحشتك ولا قريب يؤنس وحدتك كحال أخي عبدالله بل الله بالرحمة ثراه لا يجتاز بكما قريب يسلم عليكما ولا يقف بجانب قبريكما حبيب يدعو لكما . أحباب قلبي قد والله شاخ قلمي وضعف قلبي عن الاحتمال فمن أب إلى أخ إلى قريب إلى أحباء اختطفتهم يد الردى فأشجتني وأنهكتٍْ جسدي وعجلتْ بشيخوخة قلبي . |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() |
![]() يا أهل الأدب أنصفوا الأدب وأدركوه فقد كثر الغث وندر السمين وطغت الركاكة على الرصانة والأصالة بسبب كثرة المطبلين والممجدين للأدب الركيك والحداثة السخيفة وإنه لجليٌّ لكل ذي عينين أن الردود في الأغلب الأعم تزلف وتملق لصاحب النص أوصاحبته فأدركوا الأدب يا أهل الأدب . |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
تـــبــاريـــح |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 0 والزوار 16) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|