|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() يَتَحَدَّثُ حديثَ عَييِّ ، ويَخَالُ نفْسَهُ سحبان وائل ، أو عبدالحميد ، أو ابن العميد –حتى لم يبق إلا أن يقول : أنا الواحدُ الأحد- ، مع ضآلة قدره ، وتفاهة أمره ، ومع هذا فهذا شأنه ! ولكن أن يجرؤ على الولوج إلى غيل الهزبر ، وسلاحه ساق قمحة ، فهذا الحمقُ ، وضعف التدبير ، فليحذرْ سورة الهزبر وصولته ، فالكلب كثيرُ النباح ، وبحجرٍ تخرسه ، أما الهزبرُ فبزأرةٍ منه تَسْلَحُ في ثيابكَ ، وربما غُشيَ عليك من شدَّةِ الخَوْفِ ! أيها الطفلُ : تجاوزتَ حدَّكَ ، وصعَّرْتَ خدَّك ! والذي جعلني أصمتُ عنكَ طويلاً ، أن أَلْيَتَكَ ألهبها طولُ بقاء حفَّاظتها ، فلذلكَ عَجيْجُكَ هذا من شِدَّةِ الأَلَمِ ! يروى أن دَرْصَاً وصُرَداً ، رأيا ظلهما ، فخالا نفسيهما دَغْفَلاً ونسراً ، فأخرج الدَّرْصُ لسانه ليكتمل ما خاله ، وفرد الصردُ جناحه ، وهاجما هزبراً ، فضغمهما أثناء تمطيه بلقمة ، وراحا ضحية جهلهما لقدرهما وقدر غيرهما ! أيها الطفل : إذا بلغتَ ما بلغتُهُ –بعد بضع مئاتٍ من السنين- فاشتد ساعدك ، وصلبتْ قناتك ، فصَرُمَ سَيْفُكَ ، ونَفَذَ رُمْحُكَ ، وشَكَّ سَهْمُكَ ، في تلك الساعة سأنظرُ إليكَ نظرة القِرْنِ للقِرْنِ ، والنِّدِّ للنِّدِّ ، وأمتطي الأدْهَمَ –اعترافاً بندِّيَتِكَ-، ونلتقي في ساحة الميدان ! أما وأنتَ على هذه الحال فسأداعبكَ مداعبة الطفل ، وأضحكُ معكَ ضحكي معه ، ثم أصرفكَ ! ![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . |
![]() |
#3 |
![]() ![]() |
![]() أودُّ من كل قلبي لو ظهر النابغة الذبياني ليرى إلى أي سخفٍ انحدرنا إليه في أدبنا (إن كان يسمى أدباً) فاستبدلنا بالأصالة الحداثة ، وبالنحو اللحن ، وبالفصاحة الهجنة ، مع ركاكة الأسلوب ، وضعف المعاني ، ووضع المعنى في غير محله ، ومع هذا نرى أنفسنا التحقنا بركب امرئ القيس ، والنابغة ، وعنترة ، وطرفة ، وقيس ليلى ، وجميل بثينة ، وابن برد ، وذي الإصبع العدواني ، وأكثم بن صيفي ، وقس بن ساعدة ، و ... بل وفقناهم ، وإليكم بعض هذه النفايات التي تزكم الأنوف : (حيض الذاكرة ، مثلما يتوجب شم إبطك وافر العرق ، فمي مملوء بالكبائر والقاذورات تحت المسام ، أنا قط مسعور لـــ سيغموند فرويد ، صلصة الدم العبقة تتقاطر ، تمدين لي منديل الطَّمث أُقبِّله) ...الخ أي سخف هذا ؟ وكيف تجرآ على التفوه بمثل هذه الترهات وكتابتها ؟ وأيم الله أني لم أستطعْ إكمال القراءة (لأني كدتُ أتقيَّأ) فخرجتُ لأستنشق قليلاً من النسيم ، وأطهِّر فمي من السخف الذي قرأه ، فتمضمضتُ بالماء والصابون ، واستخدمتُ الفرشاة والمعجون ، ورغم هذا ما زال به بقيةٌ من مرارة ! فليت البعض خرس قبل أن يَنطق بمثل هذه الترهات التي تنبئ أننا في أسوأ عصور الأدب وأتفهها ، وأنه ينبغي الحفاظ على الأشجار التي تُقطع ونُحرم من منافعها ليُطبع عليها ما تمجه الأذواق ، وتأباه الأسماع ! وأيم الله أني أجل شعر أحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ، وأبي القاسم الشابي ، وإبراهيم ناجي ، من إقحامهم بهذا السخف ، وكذلك أُجلُّ نثر المنفلوطي ، والرافعي ، والعقاد ، فشعرهم ونثرهم أجل من أن يؤتى به عند هذه النفايات ، فمن يضع زهراً عند مزبلة ، أو يوازي بين درة وبعرة ؟! ليخرسوا ويحتفظوا بسخفهم ويرددوه في مجمع النفايات ودورات المياه فهذا مكانها الملائم الذي لا أجد فرقاً بينها . |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
تـــبــاريـــح |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|