#1
|
||||||||
|
||||||||
أسقِ حديقة فلان
من درر الأستاذة أناهيد السميري حفظها الله في درس الكبائر ، كبيرة ضعف القلب اسقِ حديقة فلان! كما أُمِرَ السحاب فأفرغ ماءه في حديقة شخص بعينه، كذلك يفرغ الله من معاني القرآن في حدائق قلوب بعض المؤمنين بعينهم ! من هؤلاء الذين يكرمهم الله بهذا الإفراغ؟ ماوصفهم؟ وماذا يفعلون؟ هم الذين يقضون أزمانهم في البحث عن رضا الله! هم الذين لايعيشون المواقف علىٰ أنها حياة عليهم أن يعدوها بأي حال، بل يعيشونها علىٰ أن بعدها ما بعدها من رضا الله! تمر بهم المواقف; فتحيرهم الخيارات المفتوحة أمامهم: ياربنا: هذا التصرف جائز وذاك التصرف جائز ; فأيهما الذي يرضيك في هذا الموقف ؟! أنت تعلم كل الملابسات ولو أفتاني الناس وأفتوني; فأيهما الذي يرضيك؟! يريدون الخروج من كل أزمة برضا الله! يريدون الخروج من كل خطوة برضا الله! يريدون الخروج من كل ليلة برضا الله! هذا البحث النفسي عن رضا الله في المواقف التي يواجهونها طول اليوم هو دأبهم ! هؤلاء الذين يكثرون من التفكير في أحوالهم ومواقفهم وتصرفاتهم ويشغلهم كيف يستغلون كل هذا لينفذوا منه لرضا الله تأتيهم لحظات صفاء يعطون القرآن فيها كل نفوسهم، ويصفّون له أذهانهم، ويتلونه .. يتلونه وهم بهذه الحالة من الصفاء.. يتلونه وهم صادقون في توجههم للانتفاع به… يتلونه وهم يتخذونه منهج حياة… هؤلاء يجدون فيه مايسبب لهم الانبهار ! يشعرون بأن الله يكلمهم: - فإن كانوا خائفين أمّنهم! - وإن كانوا محتارين دلهم! -وإن كانوا في حزن واساهم! هذه هبة! هذه هبة يهبها الله لمن يقرأون القرآن وقد شغلهم رضاه، فيأمر سحبه أن تفرغ ماءها في أوعيتهم ! هذا القرآن كالغيمة المليئة بالخيرات، بقدر ماتطلب من سقياها يصب عليك من خيراتها، لكن المشكلة أن تمر عليك الغيمة المليئة بالخيرات كما يمر أي عابر، فلا تقف، ولا تلتفت التفات الراغب فيها! أ. أناهيد السميري |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|