عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 07:45 PM   #70


الصورة الرمزية أطياف
أطياف متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1541
 تاريخ التسجيل :  Aug 2023
 أخر زيارة : اليوم (08:10 PM)
 المشاركات : 5,008 [ + ]
 التقييم :  52661
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : ÝÇÑÛ
افتراضي



قصة سيدنا سليمان ﷺ



حين تكلم الريح بلسان النبي، ينصت الوجود.”

في مملكة لا تحدها أسوار ،
و على عرش من نور، لا يصاغ من ذهب ولا خشب،
بل من طاعة أذعنت لها الكائنات.

الهدهد رسول مجنح بالحكمة،
يحمل في منقاره خريطةَ مملكة لا تسجد لله.
وحين نطق، انصتت العروش،
اندهش النبي … من ريش صار فطنة،
وصوتاً صغيرًا، كشف غياب السجود.

والريح مركباً،
يمتطيها كما يمتطي البحر موجه،
تنساب تحته كجارية تطيع سيدها،
لا شراع ولا مجداف، بل أمر من نبي تنصت له العناصر

والجن أيادي من نارٍ تشيد الأعاجيب،
كالدخان ينحت في الصخر،
يصبون النور في قوالب النحاس ،
عيونهم جمر، وسواعدهم ريح ،
يشيدون القصور كما ترسم الأحلام ،
صامتون كالأسرار، لا ينطقون
إلا بأمر حكمة نبيّ يسكنه السلام.

و نملة حكمتها أثقل من الجند
همست بصوت صغير شق صمت الأرض
أصغى وتبسم له ملك خصعت له الأكوان .
ليس أزدراء بل احترامًا لعقل صغير يحسن التدبير .

ويرسل كتابا إلى ملكة تنبت الحكمة في عرشها
كما تنبت الزهرات من قلب الحجر.
خطَت على بساط الدهشة،
فارتجف الماء تحت قدميها كمرآة خجلى ،
ورأت العرشَ الذي كان في الخيال ،
ينتظرها في اليقظة.
عندها أدركت أن الملك بالبصيرة لا بالحجر ،

في قصتة
الصوت ليس للحنجرة، بل للحكمة.
والسلطة ليست قبضة، بل امتداد للعدل .
و معجزاته لم تكن زينة لملك، بل مرايا نرى
فيها كيف تسجد المخلوقات حين يكون
الملك عبداً مخلصاً لله .


العبره /
النعمة هي أختبار .. والشكر الحقيقي
ألا تنسى المنعم وسط النعم .
والقوة ليست في السيطرة بل في حسن
التدبير والرحمة .
ولا تقلل من قيمة أي صوت .
فـ الأنبياء لا يعتمدون على مايملكونه
بل على ما يرجونه من الله .




 
 توقيع : أطياف



رد مع اقتباس