منتديات أمل عمري - عرض مشاركة واحدة

اوسمتي · يوم أمس, 12:55 AM

لا أبحث عن شهرة... ولا عن حفاوة قارئ يمر ويترك خلفه أثر تعليق.
ولا يهمني أن يقول أحد: "هنا مرّت روح"، أو أن تُحتسب لي مشاركة.
كل ما أريده، أن أضع كلماتي برفقٍ، كمن يودع سرًا بين دفتي كتاب،
أن أعلّق قلبي على جدار هذه المدونة، كغريبٍ يسير دون أن يُسأل عن اسمه.

أكتب... لأنني أخاف أن يُفسد الهوى صفاء روحي،
أن يُغرقني في وهمٍ لا يشبهني،
فأختبئ خلف حرفي، وأتنفس من بين سطوري،
وأجعل من هذه الكلمات ماءً عذبًا… حين يعطش قلبي.

لقد سُجنتُ في أربعة جدران لا تُرى، لكنها أثقل من الحجر:
١. ذكريات مطموسة
٢. أحلام ذُبحت قبل أن تولد
٣. طرق قُطعت دون رجعة
٤. صمت... يُطبق على الحلق كالغصة

وخلفها جدرانٌ أخرى… لا تقلّ وجعًا:
١. بُعدٌ بلا أمل
٢. جهلٌ بالسبب والمصير
٣. عجزٌ يلتف كقيد
٤. شكّ يتسلل إلى اليقين

كأنني كنتُ في غرفة بلا نوافذ، بلا هواء، بلا صوت.
وكنتُ أكرر سؤالي: هل للحياة وجهٌ آخر؟
هل هناك ضوءٌ لم تلمسه عيني بعد؟
لكن لا جواب… لا صدى… سوى أنين الصمت.

واليوم، وأنا أستجمع فتات روحي،
أفتح نافذة داخلية، لا تطلّ على العالم، بل عليّ،
أنظر من خلالها بعين الأمل،
وأرى… نعم، أرى الحياة!

أرى البدر وحيدًا في السماء، لكنه يملأها نورًا،
أرى الليل وإن طال، لا يملك سلطة على الشروق،
أرى البلبل الحزين يغنّي رغم قضبانه،
أرى النجوم تنبض في عتمتي، كقلبي حين يتذكّر أنه حي.

وهناك، في عمق هذا الإدراك،
فهمت… النجاة ليست بابًا يُفتح من الخارج،
بل قرارٌ داخلي: أن أكون.

أن أكون أنا، رغم كل ما تهدّم،
أن أكون صادقة مع ذاتي، ولو خذلني العالم،
أن أكتب… حتى وإن لم يقرأ أحد.

لأن الحياة… لا تتوقف عند الجدران الأربعة،
بل تبدأ من أول نفس نؤمن فيه أننا نستحق الضوء
؛
بقلبي

الجمعة 11يوليو 2025