وعليكم السلام ورحمة الله
كالعادة تضربين على وتر شجي يجبرنا أن نستمع ونحاول أن نجاريه ولو بصوت غير متقن
الشخبطة من أين أتت ولماذا هي موجودة أصلا بالمنتديات
فلقد تعودنا رؤيتها على حائط مهمل أو ورقة وجدها من أحاطه فراغ ما فكتب ما لا معنى له ولا هدف
وهناك فرق بين المحاولة والشخبطة فالمحاولة بداية طريق وخطوة العشرين ميل
والشخبطة هي إن لم تكن عودة بالاتجاه المعاكس فهي بقاء في نفس المكان بلا حراك
وفي صورة أكبر وأشمل تندرج الشخبطة في ركن منها لننظر للصورة الكبرى فقد أصبنا في مقاتل عديدة
ففي المجال العلمي قـٌطّعنا إرباً وما عاد هناك من أثر ولو لبقايا تشير لشيء ما
وفي المجال التنظيمي تداخلت الرؤى فتفوق علينا النمل والنحل والسمك في التنظيم
وفي مجالنا الاجتماعي ثلاث مقاتل متوازية الشهرة والمال والحب
فالشهرة صارت مطلب رخيص بأرخص الأثمان فلا تحتاج لشيء يذكر سوى أن تتعرى أو تقلد مشية
المجنون وكلامه أو تأكل قشر الموز وترمي باللب لتصبح ذا شهرة تغطي الأفاق
والمال تم دسه في التراب بأكياس ورقية فعثت فيه الجرذان والفئران والسوس
فما عاد يصلح للصرف ولا للاستبدال وضاع بين طيات الرمال بلا قيمة تذكر
والحب صار قصص درامية تنتهي بالقتل والهجر والرحيل والعويل وسب محبوب الأمس لخيانته
وكأن الحب تملك تام لشخص بريموت كنترول يجب أن تعمل جميع أزراره وحين تضغط أحدها
ولا يعمل فهنا تقوم قيامتك على منتج الحب وتبدأ تحطيم الريموت وصاحبه وما يمت له بصلة
ونعود للأدب والشخبطة كان هو بقية موروث نتنفس من خلاله استطاع مواجهة كل مواسم الخذلان
وظل يقاتل للبقاء عبر قنوات تنفس طبيعية تمده ببعض النفحات ليعيش ولكن حين صار كغيره
مجرد ميدان آخر متاح للقمار فيه توافد القوم وتبسم صاحب النرد فالمردود لا يهمه بقدر
ما يهمه هذا الزحام على طاولته ولو كان في يد كل منهم دولار واحد فهو مرحب به
وحين كثر المقامرون صدرت فتوى بتحليله وجدواه الاجتماعية وجمال أوقاته ومغامرته
فصاحب الدولار صار يدعمه ثلة من زملائه كلما فقد دولار عوضوه بآخر ولو مزيف كي يستمر بالمقامرة
وأغلقت المدينة محلات الزهور والعطور والتحف واللوحات الفنية والمسارح والكتب والملابس الأنيقة
والمقاهي وتحولت إلى محلات قمار بدولار فلا الاقتصاد الاجتماعي أنتعش ولا ما ذهب به بمعوّض بطاولة ونرد
صارت النت عبارة عن طاولات مزركشة يتوافد عليها جمع غفير بدولار لعل يضرب حظه يوما
واعدهم بأن لن يحصل هذا أبدا فالقمار الأدبي مكتوب عليه الخسارة فهو لا يعتمد على رمية نرد
فالحظ لا دور له هنا ولا للصدفة مكان فالأدب بعمومه فن أبداعي له مقوماته وأدواته وأساساته
وتبقى الشخبطة خارج هذا الحيز بألف ميل كتابي أو ببعد حرف الألف عن الياء تسلسليا
ربما شخبطتي هذه تبتعد عن الحيز الأدبي بمائة ميل أو تزيد فعليكم تقريبها قدر الإمكان
وأن بقيت بحيز الشخبطة فدولاري جاهز وليرم النرد فلعل وعسى أن يستيقظ الحظ هنا
مع التقدير
|