الموضوع: زمن الشخبطة ../
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2017, 06:29 PM   #13


الصورة الرمزية فهد بن محمد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



وعليكم السلام ورحمة الله

كالعادة تضربين على وتر شجي يجبرنا أن نستمع ونحاول أن نجاريه ولو بصوت غير متقن
الشخبطة من أين أتت ولماذا هي موجودة أصلا بالمنتديات
فلقد تعودنا رؤيتها على حائط مهمل أو ورقة وجدها من أحاطه فراغ ما فكتب ما لا معنى له ولا هدف
وهناك فرق بين المحاولة والشخبطة فالمحاولة بداية طريق وخطوة العشرين ميل
والشخبطة هي إن لم تكن عودة بالاتجاه المعاكس فهي بقاء في نفس المكان بلا حراك
وفي صورة أكبر وأشمل تندرج الشخبطة في ركن منها لننظر للصورة الكبرى فقد أصبنا في مقاتل عديدة
ففي المجال العلمي قـٌطّعنا إرباً وما عاد هناك من أثر ولو لبقايا تشير لشيء ما
وفي المجال التنظيمي تداخلت الرؤى فتفوق علينا النمل والنحل والسمك في التنظيم
وفي مجالنا الاجتماعي ثلاث مقاتل متوازية الشهرة والمال والحب
فالشهرة صارت مطلب رخيص بأرخص الأثمان فلا تحتاج لشيء يذكر سوى أن تتعرى أو تقلد مشية
المجنون وكلامه أو تأكل قشر الموز وترمي باللب لتصبح ذا شهرة تغطي الأفاق
والمال تم دسه في التراب بأكياس ورقية فعثت فيه الجرذان والفئران والسوس
فما عاد يصلح للصرف ولا للاستبدال وضاع بين طيات الرمال بلا قيمة تذكر
والحب صار قصص درامية تنتهي بالقتل والهجر والرحيل والعويل وسب محبوب الأمس لخيانته
وكأن الحب تملك تام لشخص بريموت كنترول يجب أن تعمل جميع أزراره وحين تضغط أحدها
ولا يعمل فهنا تقوم قيامتك على منتج الحب وتبدأ تحطيم الريموت وصاحبه وما يمت له بصلة
ونعود للأدب والشخبطة كان هو بقية موروث نتنفس من خلاله استطاع مواجهة كل مواسم الخذلان
وظل يقاتل للبقاء عبر قنوات تنفس طبيعية تمده ببعض النفحات ليعيش ولكن حين صار كغيره
مجرد ميدان آخر متاح للقمار فيه توافد القوم وتبسم صاحب النرد فالمردود لا يهمه بقدر
ما يهمه هذا الزحام على طاولته ولو كان في يد كل منهم دولار واحد فهو مرحب به
وحين كثر المقامرون صدرت فتوى بتحليله وجدواه الاجتماعية وجمال أوقاته ومغامرته
فصاحب الدولار صار يدعمه ثلة من زملائه كلما فقد دولار عوضوه بآخر ولو مزيف كي يستمر بالمقامرة
وأغلقت المدينة محلات الزهور والعطور والتحف واللوحات الفنية والمسارح والكتب والملابس الأنيقة
والمقاهي وتحولت إلى محلات قمار بدولار فلا الاقتصاد الاجتماعي أنتعش ولا ما ذهب به بمعوّض بطاولة ونرد
صارت النت عبارة عن طاولات مزركشة يتوافد عليها جمع غفير بدولار لعل يضرب حظه يوما
واعدهم بأن لن يحصل هذا أبدا فالقمار الأدبي مكتوب عليه الخسارة فهو لا يعتمد على رمية نرد
فالحظ لا دور له هنا ولا للصدفة مكان فالأدب بعمومه فن أبداعي له مقوماته وأدواته وأساساته
وتبقى الشخبطة خارج هذا الحيز بألف ميل كتابي أو ببعد حرف الألف عن الياء تسلسليا
ربما شخبطتي هذه تبتعد عن الحيز الأدبي بمائة ميل أو تزيد فعليكم تقريبها قدر الإمكان
وأن بقيت بحيز الشخبطة فدولاري جاهز وليرم النرد فلعل وعسى أن يستيقظ الحظ هنا

مع التقدير


 

رد مع اقتباس