أعتذر منك يا نوميديا حيث طلبت عدم الرد بعد ردك
ولكنني تخيلت مشهدا سأحكيه وستوافقينني الرأي وتعذريني
تصورت أني أتيت الفاروق عمر وقلت له يا أبا حفص سيكتب عنك ذات مره
في زمن آخر وسيغلق بسرعة من صاحبه فهل لي أن أرد بعد ذلك قال
جد له ثمانين عذر وسيجد لك مثلها
ومن بين الثمانين عذر اخترت واحدا لي هو الانشغال فيكون الدخول سرقة للوقت
ولكن حين يحضر الفاروق وسيرته لا أعذار هنا فقد أسس مدرسة مستقاة من مدرسة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي صاحبه وخلفه ثاني خليفة وأول أمير للمؤمنين
لم تكن شخصية عمر رضي الله عنه وأرضاه في تكوينه الخلقي فهو كبقية البشر
لكنها في تكوينه الأخلاقي فقد رسخ للعدل ميزان وأسس لبناء الدولة بإتقان
لم تكن تقنية ولا وسائل سوى عزمه وحزمه وهي خصلتان تكفي لبناء حضارة
قيل عنه لقد أتعبت من بعدك وقال عن نفسه بخ بخ يا ابن الخطاب وقد وليت أمر المسلمين
وقال يكفي أل الخطاب أن يحاسب منهم رجل واحد حين عين الستة وقال أبنه مرجح وليس له
من الأمر شيء أي بالأمارة وخطب بثوب شبه جديد فوقف من المصلين رجل وقال تدعونا للصبر
وتجدد ثيابك أو بمعناه فقال أنظروا ابني عبد الله فلم يكن حاضر فقد أستعار ثوبه ليخطب به يوم الجمعة
ليست هذه خيالات وليست حتوتة أو أساطير هي حقيقة النفس البشرية السوية حين لا تهتم بدنيا
عمر عرف الحق وتمسك به وسمي الفاروق لموقعه من الدعوة
لا أحد يجهل عمر وهو قائل ( متى استعبدتم الناس .. والقائل لو عثرت شاة في اليمن لخشيت أن يسألني ربي عنها)
من سوى عمر يقول هذا حين تتخلق الرجال بعزة وثقة وعدل وحزم سيقول مندوب كسرى حين شاهده
نائما عدلت فأمنت فنمت وأمة أنجبت عمر لن تتوقف عن إنجاب أمثاله نسال الله أن يكثر منهم
شكر وتقدير
|