08-01-2018, 07:10 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Darkorange
|
رقم العضوية : 12 |
تاريخ التسجيل : Dec 2016 |
فترة الأقامة : 2725 يوم |
أخر زيارة : 05-18-2019 (05:53 AM) |
الإقامة : وطن الياسمين |
المشاركات :
3,431 [
+
]
|
التقييم :
12221 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
•• الممر الآمن ••
•
•
على الرغم من أنها تمنحه بعضاً من الدفء والضوء لكنه كان يتألم كلما احتطب شجرة من بستانه الصغير
فتلك الأشجار لها قيمة معنوية كبيرة بالنسبة له و هي ميراث والده و أجداده
لكن الحرب الدائرة و ما سببته من حرمان لكل ضروريات الحياة والتي باتت رفاهية لا يمتلكها الجميع
تلك الحرب فرضت طقوساً مختلفة على الحياة اليومية لهم
كل هذا لا يهم و هو يتحسس يد وحيدته الصغيرة كي يطمئن أنها نالت من الدفء و لو قليل
و رغم حرمانه من الضوء و الماء منذ فترة إلا أن كان كل حلمه قضاء ليلة هادئة
لم يطل استغراقه في التفكير طويلاً حتى بدأت الاشتباكات على مقربة منه
بدأت تعلو أصوات البنادق و ها هي القذائف بدأت تتساقط على أطراف هذا الحقل الصغير
سيخسر هذا الدفء حيث أنه مضطر لفتح النوافذ حتى لا يتهشم الزجاج
و لم يكن لديه أي وسيلة لتفادي أي أذية سوى أن يبتعد عن كل جدار ونافذة
و لم يكن متوفر لديه سوى ممر صغير داخل داره يلجأ إليه هو وزوجته و ابنته الوحيدة
كل ما كان يدور في الخارج كان سببا لهلع سيطر على الأسرة الصغيرة
احتضن ابنته و قلل لها لا تخافي يا صغيرتي فنحن لن بصيبنا شيء و هذا الممر آمن
مرت ثواني الليلة بطيئة و رغم أن الجفون قد تعبت إلا أن الأصوات و الرعب كفيل بأن يطرد كل نعاس
للحظات نالت الغفلة منه و من زوجته
فوجدت الطفلة فرصة للتسلل إلى سريرها لتنعم ببعض النوم لتستيقظ على صوت أقوى من ذي قبل
الصوت هذه المرة من داخل المنزل و كأنه في الغرفة المجاورة
و لازالت على سريرها لا تستطيع أي حراك حتى ما بدأت أصوات الجيران تعلو أمام مسامعها و كأنهم داخل بيتها
ثم يفتح باب غرفتها أحدهم ليحملها محاولاً أن يخفي عن ناظريها ما حل في ممر البيت
لكنه لم يفلح و ها هي تجد والديها عبارة عن أشلاء متناثرة
كان المشهد أصعب من أن تلمحه أي طفلة فكيف و الضحايا هما والديها
بدأت تصرخ وهي باكية وتقول :
أنتم كاذبون
أبي لم يمت
أبي لا يكذب
لقد أخبرني أن الممر آمن
•
•
ستكبر تلك الطفلة و ستدرك يوماً أن ما تحصده الحروب أكبر من مجرد كلمة تفوه بها أباها
و لا تزال أحداث الرواية
|