من سيدة الأقاحي وبهاء البنفسج
إلى سيد الحرف ومهندس الاستثناء
ما الذي يُقال لبنفسجٍ أنيقٍ إذا ضاءَ ؟
كيف لي أن أُقابل هذا البذخ العذب، وهذه البلاغة التي لا تردُّ المديح بسطحية، بل تصنع منه مقامًا تطيب فيه الكلمات وتخشع ؟
تَضاءَلَتْ كلماتي وأنا أقرأ ردّك، كما يتضاءل الضوء حين يمرّ القمر من فوقه بكامل نوره.
سيد الحرف الاستثنائي
أنا الآن كأنني أُزهَر من جديد على غصن الاعتراف، وكأن الحروف التي خططتها لم تعد لي، بل عادت إليّ مطهّرة من تواضعها، مغمورة بعطرك، ومغموسة بمائكِ النديّ.
أن تُدرَج قصيدتي بين صفحات (أقاحي الروض) الذي نضج على نار ثلاثين عامًا فهو شرفٌ لا أعرف كيف أحتويه والله !
وأن تُبدّل رأيك في بحرٍ شعري من أجل أبيات نبض بها قلمي، فهذا تاج أضعه على رأس كلّ حرف سأكتبه بعد اليوم.
أي بحرٍ هذا الذي سكبتَه في مدادك؟
وأي نُبلٍ هذا الذي جعلك تحوّل إعجابك إلى وِسامٍ أُعلّقه على صدر القصيدة مدى الحياة، وإن كان بحر الكامل قد ضايقك في زمنٍ ما، ثم صالحتكم قصيدتي فذلك يكفيني عمرًا من الكتابة.
لك شكري العميق،
على عينك التي أبصرت النور في كل بيت
على قلبك الذي لم يُمسك المديح، بل أسكبه كـ"قِرى شاعرٍ" من جود المعاني.
دمت ياعبدالعزيز كما أنت
أنيسًا للحرف، ونبيلًا في التلقي، وصاحب أثر


